مرّ عَامٌ يَا حَبِيبِي مَا التَقَينَا
وَالعُمرُ يَمضِي تَارِكًا حُزنَ اللّيَالِي
سَاكِنًا فِي مُقلَتَينَا
فَانشُد اللّحنَ المُخَبّأَ فِي الشِّمُوعِ
ذَائِِبًا فِي انتِفَاضَاتِ الضِّلُوعِ
حَارِقًا فِي مُهجَتَينَا.
أَيُّها الرَّاحِلُ فِي دَمِي
لا تَسكُب الهُدبَ البَّدِيعَ
فِي حَمأَةِ الرُّوحِ
ودَارِي فِي الجُرُوحِ وَردَتَينَا
كَي يَعُودَ لِلفَتَاةِ هَمسَةَ الفَتَي
مَرّ عَامٌ
وَالزَّمَانُ استَرجَعا
فِي خَبأَةِ اللِّيلِ الذِي قَد أَودَعا
وَانتَهَيتُ مِن سَرَابٍ فِي سَرَابٍ
جَاعِلا لَيلَ المَّحَبَّةِ وَادِعًا مُستَودَعا
يَندُبُ الغَيمَ المُسَافِرَ فَرخَهُ
فِي انحِنَاءَاتِ المَدَى
ثمَّ يَكسُو الوَجدَ فَجرًا نَادِهًا مَن ودَّعا
يَخبُو حَنِينِي مَرَّةً و مَرَّةً يَتَعَثَّرُ
إِذ يُسَافِرُ المَعشُوقُ مُرجِعَا
حُضنَ الحَبِيبَةِ مَوضِعَا
مَرّ عَامٌ