الصلاة من أجل الآخرة . . والدنيا !
الله أكبر ..
هكذا قيل له وهكذا اقتنع ..
ثم أذنّ في الجمع أن تباً لكم وللماء والملح ..
/
/
كصاحب متجر جشع ، يقفل متجره حين يؤذَن للصلاة ، ويستغل فترة الصلاة في مراجعة حساباته !
أغلق عليّه باب قلبه وعلق عليه لافتة " مغلق للصلاة "
المكانُ موحشٌ وغريب ، لم يؤمن به من قبل كمكان يجب أن يكون له ،
كان يدخله فقط حتى لا يشعر العابرون بالوحشة ...
تأمّله وكأنه يراه للمرّة الأولى ..
كان متسخاً ، مبعثراً ، مليء بالنفايات التي يتركها الزبائن والعابرون وقدامى الساكنين !
تمتم في حرقة بائس :
يا الله !
هل أنا من تسبب في كل هذه الفوضى ؟!
ربما تكمن مشكلته الرئيسية في الديكور ..
الألوان القاتمة لا تظهر عليها الأوساخ ولا تفسد النفايات مظهرها كثيراً ،
أيقن أن اختيار اللون الأبيض كان محض غباء ..
كان يثق في زبائنه ويعتقد أنهم على حق دائماً ،
وكانت النتيجة هي فوضى لا قدرة له على تجاوزها ،
وقلبا لم يعد صالحاً لأي شيء !
ومع أنه أغلقه للصلاة ، إلا أنه انشغل عن الصلاة بحساب الأرباح والخسائر
والبحث في دفاتره القديمة كما يفعل أي مفلس ،
ثم أيقن أن هذا القلب مشروع فاشل بامتياز !
شعر بالإحباط يشاركه المكان ، ولكن الشعور بالفشل والاحباط
أمرٌ يبعث على التفاؤل ،
فمن الجميل أن يكون لدى الإنسان القدرة على الشعور بأي شيء
وهو ما أفتقده وربما كان افتقاده لأمرٍ كهذا هو سبب هذه الخسائر الفادحة
وتلك الديون التي لا يمكن سدادها !
آمن أنه لم يعد من المجدي الاستمرار ..
قرر أن ينظف زاوية صغيرة ليصلي فيها ..
ويلجأ إليها ولتكون له وحده ..
وليذهب الزبائن للجحيم !
/
/
يا الله ..
أنت وحدك من صنع هذا المكان ..
وأنا من أفسده ..
ولن يكون فيه سواك !
/
/