تخير ألفاظك بالكلام اللين

تخير ألفاظك بالكلام اللين


الحمد لله رب العالمين . ملء السماوات والأرض . وملء ما شئت من شيء بعد . أهل الثناء والمجد . أحق ما قال العبد . وكلنا لك عبد . اللهم . لا مانع لما أعطيت . ولا معطي لما منعت . ولا ينفع ذا الجد منك الجد . لا إله إلا الله . ولا نعبد إلا إياه . له النعمة وله الفضل . وله الثناء الحسن . لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .

والصلاة والسلام على أشرف خلقه وخاتم أنبيائه ورسله سيد ولد آم محمد صلى الله عليه وأله وسلم وعلى أصحابه ومن تبعه بإحسان أجمعين ..

فإن الايمان الحقيقي والصحيح للإنسان يُلقي في قلبه برداً وسلاما فيُنقي سريرته من كل غل وحقد ويرتقي بإيمانه وذوقه وخلقه فى أقواله وأفعاله فيتخير من الكلام ألينه ومن الألفاظ بما لا يسيئ أو يجرح أو يحرج غيره ..

فيلهمه الله بكلمات وألفاظ رائعة في مخاطبته لغيره مليئةً بالإيمان والتفاؤل الحسن

ولقد أمر الله تعالى عباده أن يتخيروا من الألفاظ أحسنها، ومن الكلمات أجملها عند حديث بعضهم لبعض حتى تشيع الألفة والمودة، وتندفع أسباب الهجر والقطيعة والعداوة، فقال الله تعالى:
{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً} (الإسراء:53)

فعلى المؤمن أن يقول خيرا أو يصمت, والمسلم من سلم المسلمين من لسانه ويده ففي الحديث ..

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 41
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفي حديث آخر ...

احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته فلما سلم دعا بصوته فقال لنا على مصافكم كما أنتم ثم انفتل إلينا فقال أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة أني قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي فاستثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمد قلت رب لبيك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أدري رب قالها ثلاثا قال فرأيته وضع كفه بين كتفي وجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد قلت لبيك رب قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت في الكفارات قال ما هن قلت مشي الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلاة وإسباغ الوضوء في المكروهات قال ثم فيم قلت إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة بالليل والناس نيام قال سل قل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها حق فادرسوها ثم تعلموها
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: البخاري - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3235
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

كما ورد أيضاً في حديث آخر ...

كنا قعودا بالأفنية نتحدث . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام علينا . فقال " ما لكم ولمجالس الصعدات ؟ اجتنبوا مجالس الصعدات " فقلنا : إنما قعدنا لغير ما باس . قعدنا نتذاكر ونتحدث . قال " إما لا . فأدوا حقها : غض البصر ، ورد السلام ، وحسن الكلام" .

الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2161
خلاصة حكم المحدث:صحيح

كما رُوِيَ أيضاً عن الصّحابي الجليل أبي الدّرداء رضي الله عنه أنّه قال:
(لولا ثلاث ما أحببتُ البقاء: ساعةُ ظمأ الهواجر، والسُّجود في الليل، ومُجالسة أقوامٍ ينتقون جيّد الكلام كما يُنتَقَي أطايب الثَّمَر).

أختم كلامي هذا بقصة غلام لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره .. فقد مر هارون الرشيد ذات ليلة علي غلام يحمل كتاب الله في يده . . فسأله قائلاً: (ماذا تقرأ)
فرد عليه الغلام: قوله تعالي (ألم نشرح لك صدرك) . .
فألقي هارون الرشيد نظرةً علي الكتاب . . فوجده يقرأ في قوله تعالي: (عبس وتولي)
فقال للغلام: أتكذب علي
فرد عليه الغلام بأدبٍ جُم:
(ما احببت ان أُخاطبك إلا بما أتمناه لك وادعو لك به الله . . أن يشرح لك صدرك . . ويضع عنك وزرك . . ويجعل لك مع كل عسر يسر . . خيرٌ من أن ألقاك بالعبوس)

فأين نحن هنا من ذلك الغلام

و في النهاية أود القول بأن

بالمثل المصري الشهير ..
الملافظ سعد

اللهم بارك في اقوالنا وسددنا في ما نقول واجعل كل مانقوله مقرب إليك يا الله