لماذا صناعة الموهوبين ؟
ان الاهتمام بصناعة الموهوبين هدف اسمى يحتاج اليه الآباء مع ابنائهم ، وذلك للاسباب الآتية :
1 – الموهوبون قوة مجتمعية هائلة يمكن ان تعمر المجتمع وترفع رايته خفاقة عالية ان وجهت توجيها سليما وتمت رعايتها على نحو امثل .
2 – تتمايز الامم عن بعضها وتتفوق بقدر ما فيها من اهتمام بالمتميزين من المتفوقين والعباقرة والموهوبين واصحاب القدرات الخاصة
3 – بصناعة الموهوبين يكون سد العجز فيما ينقص الدولة من تخصصات وامكانات واحتياجات فى جميع المجالات
4 – الموهوبون هم عنوان المستقبل وخريطة العالم فى السنوات المقبلة
5 – ايجاد البدائل الهادف النافع وطمس معالم الفساد ومظاهر الرذيلة والانحلال من خلال الاهتمام بصناعة الموهوبين وانظر اخى الحبيب الى رسام موهوب كفلان وفلان وتأمل مدى تأثيرهم السيئى على الناس بافكارهم الخربة والتى زينتها اعمالهم المبدعة الرائعة ، ومثلهم المغنون والممثلون وكيف يتأثر الناس بهم واسأل نفسك ماذا لو كانوا جميعا يهدفون لتفريغ موهبتهم فيما ينفع ويصلح ، وكيل سيتغير حال المجتمع عندئذ ؟
6 – رعاية الموهوبين توفر للمجتمع نبعا متدفقا من الموارد البشرية المتميزة والقادرة على العطاء والاسهام فى حل المشكلات التى تواجه المجتمع وهم اساس كل نشاط اقتصادى او اجتماعى فهم المخترعون والمبدعون
7 – اساليب الرعاية الاسرية والمدرسية اساليب تقليدية تعيق الى حد كبير بروز طاقات الموهوبين ولا تحقق طموحاتهم لانها تهتم بالجانب النظرى دون الجانب التطبيقى ، ولا تثير التفكير الحر ، ولا تتحدى القدرات خاصة مع وجود الصرامة وطرق التدريس التقليدية التى تساعد على خمول القدرات والمواهب الكامنة
8 – ان بداخل كل طفل كنزا خفيا ، ومسئوليتنا كمجتمع هى اكتشاف هذا الكنز وتنمية المواهب الكامنة يه ومن هنا يصبح التحدى الحقيقى هو ان نكتشف كل طفل ونساعده على اكتشاف نفسه وامكاناته ونوعية الموهبة التى يتميز بها ، وافضل انواع التعليم هو التعليم الذى يخاطب حاجة دفينة فى الانسان والذى يشبع حاجاته ورغبته الملحة فى المعرفة والذى يثير حماسه ودهشته ،ذلك هو التعليم الذى يؤدى الى معرفة وخبرات مستديمة وعميقة .
9 – اثبت لنا تاريخ الحضارة الانسانية ان الاهتمام المبكر بالاطفال الموهوبين لابد ان يعود على مجتمعهم بالكثير من الفوائد ، وقد تنبه الى ضرورة توافق عملية التعليم مع قدرات الطفل عدد من عظماء القادة والمفكرين، فبعد ان الح افلاطون على ضرورة عزل الاطفال الموهوبين وتنشئتهم فى اجواء خاصة بهم ، تم تطبيق هذه النظرية مرات عدة على ارض الواقع ، اذ يذكر لنا التاريخ تجربة السلطان العثمانى مع الفاتح ، والذى استفاد جيدا من تجربته الخاصة ، عندما حظى باهتمام بالغ منذ نعومة اظفاره بتوجيهات من والده ومن استاذه العظيم آف شمس الدين ، مما ساعده على اطلاق مواهبه الفذة التى تنوعت بين اتقان اللغات والشعر والخط العربى ، وبين القدرات القيادية والعسكرية التى وضعت اسمه فى سجل عظماء التاريخ الانسانى ، فقد أنشأ هذا السلطان مدرسة خاصة بالاطفال المتميزين ، ووضع لروداها شروطا صعبة تتطلب التميز فى الذكاء والقوة الجسدية ، وقد نجحت هذه المدرسة فيما بعد بامداد الدولة العثمانية بكفاءات ادارية عالية ، كان لها دور مهم فى نهضة البلاد ايان القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين .
وفى العصر الحديث بدأ الاهتمام بالاطفال الموهوبين مع انشاء المعهد الحديث ، بدأ الاهتمام بالاطفال الموهوبين مع انشاء المعهد القومى لرعاية الموهوبين فى الولايات المتحدة عام 1957 ، والذى بدأ عمله برعاية اكثر من خمسين الف طفل موهوب يمثلون عددا من الولايات الكبرى ، ثم سرعان ما انتشرت فكرة رعاية الموهوبين فى الدول الصناعية الكبرى ، ومنها الى الدول الاشتراكية التى تجاهلت فلسفتها فى رفض مبدأ التمييز بين افراد الشعب .