قال باحثون أن أدوية الستاتينات واسعة
الانتشار في مجال الوقاية من الأمراض القلبية قد تصبح في المستقبل علاجاً
معتمداً من أجل تدبير الحالة الالتهابية التي تصيب الأمعاء، والمعروفة باسم
داء كرون (Crohn's disease).
فقد ألقى الدكتور John Burke (من معهدConway في جامعة Dublin) محاضرةً في
اللقاء الذي عقد في Glagow حول أمراض الكولون والمستقيم، أكد فيها أن أدوية
الستاتينات ستصبح في الوقت القريب (أسبرين القرن الحادي والعشرين).
فكما أثبت الأسبرين فعاليته في تدبير ومعالجة العديد من الحالات المختلفة
من أمراض قلبية.. وسكتات.. وأمراض رثوية.. فإن الستاتينات ستصبح كذلك.
فبالإضافة إلى تخفيض نسبة الكوليسترول، والوقاية من حدوث انسدادات الأوعية
الدموية، وُجد أن الستاتينات تعمل على تخفيض قيم الضغط الشرياني، والإقلال
من خطورة التعرض للسكتات.
وجاء أيضا في البحث الذي أجراه الدكتور Burke أن الستاتينات هذه قد تعمل
على تسكين وتخفيف آلام التهاب المفاصل الرثيانية، كما أنها تقي من حدوث
العته، ومن حدوث الرفض النسيجي عند المرضى الذين يخضعون لعمليات زرع
الكلية.
يقول الدكتور Burke بأن البحث الذي أجراه حول داء كرون جاء بعد أن أظهرت
الستاتينات تأثيرها الإيجابي ضد الداء الليفي الحادث في أعضاء أخرى من جسم
المريض، حيث أن هذا الداء يحدث عندما تضطرب عملية الشفاء الطبيعية في
الجسم، ما يؤدي إلى تشكل نسيج ندبي كثيف في العضو، وهذا الأمر يشكل جزءاً
أساسياً ومهماً في آلية العديد من الأمراض التي تصيب ملايين البشر في
العالم، كالداء السكري.. وقصور القلب الاحتقاني.. والفشل الكلوي.. والقصور
التنفسي.. والتنكس البقعي الشيخوخي (وهو أحد أهم أسباب حدوث العمى).
يقول الدكتور Burke: "قد يتطور الداء الليفي في الكليتين عند المرضى
المصابين بالداء السكري، ولكن في حال كان هؤلاء المرضى يتناولون الستاتينات
فإن حالتهم تميل إلى أن تتحسن بشكل ملحوظ". "كذلك الأمر، فإن نفس الشيء
يحدث في الأمعاء أيضاً عند معالجة المرضى المصابين بداء كرون".
ويضيف: "لقد قمنا بعزل خلايا من الأمعاء فوجدنا بعد الدراسة والبحث أن
الستاتينات تعمل على وقاية هذه الخلايا من إصابتها بالتليف، وقد أظهرنا
مبدأ عمل الستاتينات هنا، حيث أنها تمنع عوامل النمو الموجودة في الأمعاء
(أثناء الإصابة بداء كرون) من القيام بتغيير التعبير الجيني لهذه الخلايا،
وهذا الأمر يؤدي إلى تجنب حدوث التضيق المعوي المؤدي إلى حدوث الانسداد
المعوي في النهاية، وهو السبب الأشيع الذي يدفع بمريض داء كرون إلى الخضوع
للعمل الجراحي من أجل إزالته. وللعلم، فإنه حالياً لا توجد أية معالجة
فعالة تقي حدوث مثل هذا الانسداد".
هذا ويؤكد الدكتور Burke على أن هذا البحث هو عبارة عن خطوة أولى في طريق
اكتشاف المزيد من التأثيرات الأخرى لأدوية الستاتينات العلاجية، أما الخطوة
التالية فستكون حول النتائج المخبرية التي تؤكد وترسخ نتائج هذا البحث
الهام.