من المعروف عن لندن جوها البارد وضبابها وافتقادها ضوء الشمس خصوصاً في فصل الشتاء، لكن يوم الإثنين الماضي أشرقت “شمس” صغيرة صناعية في ميدان طرف الغار في قلب لندن لتحيل نهار يناير الرمادي إلى ضوء ساطع ولو لوقتٍ محدود.
ارتفعت كرة الضوء كشمس صغيرة فوق ميدان طرف الغار في قلب لندن
في الثالث والعشرين من يناير وقبل السابعة صباحاً بنحو عشر دقائق، في ميدان طرف الغار Trafalgar Square، أحد أشهر الساحات التاريخية والسياحية في لندن ومركز تجمع الاحتجاجات والمظاهرات وكذلك أهم احتفالات المدينة، ارتفعت كرة ضخمة من المصابيح تشبه الشمس مجازاً فوق تمثال القائد البريطاني نيلسون وسط الميدان في مواجهة جمهور كبير من العابرين والسياح لفت انتباههم ضوئها الباهر الغير معتاد في وقت كهذا من شهر يناير.
ارتفعت كرة الضوء أو الشمس الوهمية لتنير الميدان الشهير
تحتوي هذه الكرة على 60 ألف مصباح بطاقة 210 ألف وات، وتزن 2500 كيلو جرام، ويعادل حجمها أكثر من 30 ألف كرة قدم على مساحة 200 متر مربع، ويمكن أن تصل درجة الحرارة في قلبها إلى درجة الغليان إلا أنها زُودت بنظام للتبريد الداخلي. وبالطبع فلا تُقارن درجة الحرارة هذه بدرجة حرارة الشمس الحقيقية التي تبلغ 7500 درجة مئوية على السطح، و15 مليون درجة مئوية في وسطها.
استغرق العمل على التصميم والتنفيذ ستة أشهر،
وقامت به مجموعة Greyworld الفنية، ويقول أندرو سوبن مؤسس Greyworld: لا يُتاح للمرء سوى ثوان معدودة لجذب انتباه المارة أثناء حركتهم، لذلك نبحث دوماً عن طرق للتفاعل مع الناس وإعطائهم الفرصة للاستمتاع بعمل فني مباشر وواضح، وأي شئ سيكون أكثر وضوحاً من الشمس؟
شمس وهمية صغيرة في ميدان طرف الغار
وقد لفت الضوء وشكل الكرة انتباه المارة من السياح وسكان المدينة فتوقفوا للاستمتاع تحت أضوائها الصناعية والتقاط الصور، بل وتمدد البعض للاستمتاع بشمس الصباح ولو كانت كاذبة. وقال بعض المارة أنهم شعروا بالدفء أثناء وجودها، إلا أن سوبن أوضح أن الكرة لا تنتج أي حرارة، وأرجع السبب إلى عوامل نفسية فقط كأثر لظهور أشعة الشمس. وقد استمرت مرتفعة في الميدان طوال اليوم وسطعت لنحو الساعة في البداية وعدة مرات خلال اليوم ثم أزالتها الشركة. ويُمكن
تجمع السياح والمارة في الميدان لالتقاط صور الضيفة
وتم تنفيذ لعمل كجزء من حملة دعائية لشركة عصائر تروبيكانا بعنوان “صباح أكثر إشراقاً”، وقال المتحدث باسم الشركة أن ضوء الشمس هو أكثر ما يتلهف عليه الناس في فصل الشتاء، ونأمل أن ينال هذا العمل الفني إعجاب كل من يراه، ويضئ صباحهم في يوم من أيام يناير المعتمة.