اتسعت دائرة الجدل حول «زيت النخيل» الموجود في حليب الأطفال بعد
أن أشارت دراسة علمية مقدمة بإشراف الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عن
وجود تأثير سلبي على كثافة عظام الأطفال نتيجة استخدام حليب أطفال يحتوي
على زيت النخيل كمصدر من مصادر الدهون الموجودة في تركيبة الحليب، وأشارت
الدراسة إلى وجود علاقة بين قلة امتصاص الكالسيوم من أمعاء الأطفال وزيت
النخيل ما يؤدي إلى إمكانية حصول هشاشة ولين في العظام مستقبلا عند
الأطفال.
وأثبتت الدراسة التي هدفت إلى قياس كثافة العظام عند
الأطفال الذين يتناولون حليب أطفال يحتوي على أحماض دهنية مصدرها زيت
النخيل بأنهم معرضون للإصابة بلين العظام، وذلك بسبب فقد كمية من الكالسيوم
الممتصة وارتباطها بأحماض زيت النخيل الموجود في الحليب.
ونوهت
الهيئة العامة للغذاء والدواء في أول رد فعل لها إن القضية ذات شقين
منفصلين الأول يتعلق بسلامة الحليب، وتعنى به الهيئة، بينما الشق الثاني
المتعلق بالتقنين وإصدار القرار حول مناسبة الحليب للأطفال من عدمه من
اختصاص وزارة الصحة، وبعيدا عن هذين الشقين، ولرصد الرأي العلمي حول الحليب
الصناعي ومشاكله على صحة الطفل.
«عكاظ» التقت استشاري الأطفال وعناية مركزة في المستشفى العسكري في الرياض الدكتور سليمان عبدالكريم المحيميد في الحوار الآتي:
• في البداية، ما تعليقكم حول الجدل الوارد في موضوع الحليب الصناعي
المزود بزيت النخيل أو المزود بفيتامين د أو بعض الأشياء التي تساعد في نمو
الطفل ولا يؤثر على تكوين العظام عند الطفل؟
معظم أنواع الحليب
في السوق يكون مدعما بالكالسيوم وفيتامين د وكذلك الحديد وهذه أشياء
أساسية وجيدة وتحاول أن تحاكي الشركات بإضافتها حليب الأم. لكن إذا أردنا
أن نتكلم عن الزيوت الموجودة، فمعظم الشركات المصنعة للحليب حاولت أن
تستخدم زيوتا نباتية، فإحدى أكثر الزيوت النباتية استعمالا هو زيت النخيل،
لكن عند مراجعته علميا نجد أن زيت النخيل متوفر في حليب الأم بكميات قليلة
جدا ومختلف عن زيت النخيل الموجود في الحليب الصناعي من ناحية التركيبة
الكيميائية، فالاختلاف الكيميائي ينتج عنه أعراض جانبية للطفل من حيث تقليل
امتصاص الكالسيوم والذي يؤدي إلى هشاشة في العظام وأيضا إلى الكساح
والتأخر في المشي وظهور الأسنان والنمو، أضف إلى ذلك أنه يساعد على امتصاص
الدهون المفيدة في الجسم. كما بدأ العلماء بدراسة أنواع حليب أخرى مؤخوذة
من زيت الصويا وزيوت جوز الهند، فهذه الزيوت مازالت جيدة لكننا في انتظار
المزيد من الدراسات في الإثبات بأن زيوت جوز الهند ودوار الشمس أفضل من زيت
النخيل.
الآثار الجانبية
•
أشرتم إلى أن زيت النخيل موجود في حليب الأم بنسبة قليلة، بعض الأمهات ربما
تكثر من زيت النخيل، هل هناك أي آثار أو مشاكل جانبية؟
الحمد لله
ومن حسن الحظ زيت النخيل غير متوفر في مجتمعاتنا مثل زيت الزيتون وماشابه،
فهو موجود بكثرة في بعض دول شرق آسيا لذلك نادرا ما يتوفر في أسواقنا، فهو
مسمى جديد موجود ضمن تركيبة الحليب الصناعي.
الحليب الصناعي
• هل الحليب الصناعي بديل عن حليب الأم، ويقدم التغذية الكاملة للطفل؟
أعتقد أن تغذية الطفل هي هم وهاجس لكل أم وأب وكل عائلة تبحث عن
الرضاعة لتغذية الأطفال من حيث عدد مراته في اليوم والطريقة السليمة في
تغذية الطفل وما إلى ذلك، وبكل تأكيد هناك نوعان من الحليب هما الطبيعي
الذي هو حليب الأم والصناعي المتوفر في كافة المتاجر والصيدليات، ورغبة
أغلب العائلات في الطبيعي أكثر منها للصناعي بمراحل كثيرة بسبب جاهزيته
للتحضير وإمكانية توفره في كافة الأوقات. أما من ناحية مكوناته فكل أشكال
الحليب الصناعي تحاول جاهدة محاكاة حليب الأم لكن إلى يومنا هذا لا يوجد
حليب صناعي شبيه لحليب الأم.
فيتامين «د»
• من المعروف أن كثيرا من الأطفال لديهم نقص في فيتامين د ، كيف يمكن للأمهات معرفة النقص عند أطفالهن؟
أي طفل يستخدم الرضاعة الصناعية معرض لنقص فيتامين د، وحسب توصية منظمة
الصحة العالمية أنه لا بد للطفل من أخذ جرعة يومية مقدارها 400 وحدة دولية
مع الحليب متضمنة للفيتامين د والحديد والكالسيوم والفوسفور كلها جيدة
ومهمة لنمو الأسنان والمشي والحركة عند الطفل، لذلك يتم ملاحظة الأم لطفلها
من حيث مشي الطفل (تقوس) أو تأخر في النمو وظهور السن فهذه كلها من علامات
نقص الفيتامين د عند الطفل، ومن الواجب على الأم أن تصاحب طفلها للتطعيم
من أجل سؤال الطبيب عن منشطات أو مقويات لطفلها من ناحية فيتامين د أو
الحديد أو ما إلى ذلك.
فترة الحمل
• هل نقص فيتامين (د) خلال فترة الحمل يصاحبه النقص عند الطفل بعد الولادة؟
علميا نحن ننصح نصيحة عامة بإيجاد فترة راحة للأم ولطفلها تتراوح من
سنة إلى سنتين على أساس استعادة عافيتها كاملة ولا يكون لديها نقص في
فيتامين د ولا نقص في الحديد، نضف إلى ذلك أنه من المفترض على الأم قبل
عملية الحمل أن تتأكد بأنها لا تحمل أي أعراض من نقص في الفيتامينات
الأساسية.
• وأخيرا، بماذا تنصحون الأمهات؟
النصيحة الأساسية أنه لا بديل لحليب الأم، لكن إذا قررت الأم أن تستبدل
حليبها بحليب صناعي هنا لا بد من استشارة الطبيب حول الحليب المفضل لصحة
طفلها والإطلاع على مكونات الحليب ويفضل الابتعاد عن المكونات التي تحتوي
على زيوت نباتية، ومن وجهة نظري لا بد من الإيضاح للأمهات بالمكونات
النباتية في حليب الطفل، فبعض الشركات المحترمة توضح للأمهات ماهي الزيوت
المستخدمة في هذا المنتج ولا بد أن يكون مدعما بمفيتامين د ومدعما أيضا
بالحديد والكالسيوم، ولا بد من الأم عدم الاستعجال في تغيير استخدام الحليب
عند عدم تقبل الطفل لأنه منتج غريب على طبيعة البشر يحتاج إلى الوقت حتى
يظهر لنا نتائج تقبل الطفل للحليب.