تكشف تصاميم نويه ديشوفور - لورانس عن مخزون إبداعي هائل وقدرة فائقة على
الابتكار. أعماله مشبعة بالحيوية، وموشّاة بلمسات سحرية أنيقة، ومشحونة
بخيالات خصبة غير مألوفة.
ومن هذا الزخم التعبيري، تتآلف مفرداته الخاصة مع لغة العصر بكل تياراته
وميوله. ومن أجل ذلك كلّه، لم يكن مستغرباً أن تلفت هذه الأعمال أنظار
العديد من المؤسسات والماركات الفرنسية والعالمية المعروفة، وتدفعها لتوقيع
العقود مع «ديشوفور - لورانس» وتتكفّل بنشر أعماله وتسويقها في جهات الأرض
الأربع.
تفصيل من ديكور مطعم 'سندرس'
حيوية هذا المصمم الشاب لا تقف عند حد. فهوقبل أي شيء مصمّم للأثاث، هذا
صحيح، وتتجلّى فرادته في خط الأثاث الذي وقعه لمجموعة «سيكوتي كوليزيوني»
حيث النفحة الشاعرية المميزة تتزاوج في أحيان كثيرة مع الجسارة والغرابة.
غير أن نجاح «نويه» في تصاميم الأثاث لم يثنه عن خوض غمار عناصر الإضاءة،
حيث وقع مجموعة «ريمنانس» لصالح «باكارا» الفاخرة، ودفع بمقعد «ديربي»
للايطالية الشهيرة «زانوتا».
ولد نويه ديشوفور-لورانس عام 1974، في الجنوب الفرنسي، حيث تفتحت عيناه على
عالم الفنون الزخرفية، فوالده كان نحاتاً بارعاً، مما جعل المراهق يختار
هذا الطريق، فكانت له محاولات عديدة قبل أن يتعدى الثالثة عشرة من عمره.
تفصيل لأحد الأركان في مطعم مايا بيي
وهكذا بدأت الصورة تتظهر يوماً بعد يوم لترسم مسار حياته.
بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في فن النحت من المدرسة الوطنية العليا
للفنون التطبيقية والحرف الفنية، واصل دراسة التصميم والهندسة الداخلية.
هذه الدراسة ساهمت في إبراز هويته الفنية وإبداعاته، كما أنها مهدت لانتشاره السريع وبالتالي شهرته العالمية.
هذا المصمم الشاب، شكلت الطبيعة على الدوام مصدراً لاستلهاماته، فسكنت
خطوطها وتشكيلاتها أعماله، وأكسبتها تلك النعومة والمرونة المميزة، لتؤكد
مرة جديدة أن صاحبها هوفي حقيقة الأمر فنان بالفطرة.
2002 كان عاماً حاسماً في مسيرة نويه فقد شغل آنذاك منصب المدير الفني لمطعم «سكتش» في حي سوهوفي لندن.
وفي هذا المطعم قدم صياغاته المتفردة، من خلال تصميم الديكور الذي زخر
بجماليات غير مسبوقة في مجال الزخرفة الداخلية، فكان هذا العمل جواز سفر
الى عالم الكبار.
وشكلت منجزاته في ذلك العام فرصة حقيقية للتعريف به وبأسلوبه الذي استطاع وبسرعة أن يحتلّ موقعه في حركة التصميم المعاصر.
مقعد 'ديربي' صمم خصيصا لماركة 'زانوتا'
لقد استطاع ديشوفور- لورانس بصياغاته غير المسبوقة، أن يكرّس احترام بيئة
المكان من خلال حوار أنيق وناجح، تجلى فيه الفن الزخرفي الحديث بحلّة حسية
مذهلة وبعقلانية حاسمة.
صفتان يمكن اعتبارهما من الثوابت التي يرتكز عليهما عمل هذا الفنان ويحكمان
كل تصاميمه. فهويخاطب العقل والحواس من خلال ما تبدعه مخيلته من صور
تتزاوج فيها الأشكال وتتصادم أوتتناغم المواد والألوان بأسلوب لا يمكن
نسيانه.
وفي عام 2003 أسس نويه مكتبه الخاص للتصميم في باريس. ومنذ البداية اعتبر
هذا المكتب كمختبر ومركز بحوث لرصد اتجاهات تيارات الديكور، ورفدها
بالأفكار الطليعية والرؤى السباقة.
وهكذا بدا كل مشروع من المشاريع التي تبناها المكتب وكأنه حدث فني بارز، لا
يكشف فقط عن مستوى عال من المعالجات والبحث والتطوير، بل يقدم أيضاً
الحلول البارعة ويتعامل مع كل التفاصيل بكل اهتمام ومسؤولية.
محطات كثيرة ميزت أعمال نويه وخطه الزخرفي الذي حمل تحولا كبيرا في فن
الصياغة والديكور وأحدث تحولا في الرؤية والأسلوب والمعالجات الهندسية
والزخرفية.
نموذج جميل لأناء زهر يتميز برونقه الناعم
فكان من بين تلك المحطات المضيئة صياغته لمشروع مطعم «سندرنس» الذي نفذه
عام 2005، لاعباً في تصاميمه على ورقة التناقض بين المواد مثل ألواح الخشب
المحفور والطاولات المضيئة والمرايا، مما منح الديكور جوا مثيرا ومعاصرا.
وقد حصل ديشوفور- لورانس على لقب أفضل مصمم للديكور والديزاين عام 2007
وذلك في إطار معرض المفروشات الدولي «ميزون أي اوبجيه» الذي يقام في باريس
مرتين كل عام، وقد نفذ في العام نفسه تصميم الديكور الداخلي لمشروع «مايا
بيي» في موناكوالى جانب مشاريع أخرى عديدة أضافت إلى رصيد المصمم العديد من
الأسماء لمؤسسات وشركات جديدة.
وفي سعيه المستمر الى تعميق دائم للمفردات والتعابير الزخرفية، عرف نويه
كيف يضع تصاميمه في خدمة الماركات الشهيرة المرموقة، كما يتجلّى بوضوح من
خلال تصميمه لقارورة عطر المليون المصاغة على شكل سبيكة من الذهب لماركة
«باكورابان» والتي تم اطلاقها في عام 2009.
كما انه مستمر في تعاونه وبشكل منتظم مع المؤسسات المنتجة لمستحضرات
التجميل، مثل «ايف سان لوران» التي ابتكر لها مجموعة من العلب لمستحضرات
التجميل بصياغات مثيرة غامضة من اللون الأسود.
تفصيل من علبة الماكياج
وفي عام 2010، انضمّت «سينا» الشهيرة الى قائمة الناشرين الذين يهتمون
بتصاميم نويه، فقدم من خلالها العديد من الكراسي والأرائك المستوحاة من
الطابع العثماني، وقد حملت له هذه الأعمال العديد من الجوائز التقديرية.
وفي العام نفسه افتتحت غاليري «ب. إس. إل» في باريس، كواحد من أعماله
المميزة في الزخرفة، فقد حفلت هذه الغاليري بخطوط جديدة لافتة بانحناءاتها
الرشيقة الساحرة، والكاملة التناسب مع واجهة العرض وأبعادها الهندسية.
وفي الأشهر الماضية وقّع نويه عقداً لتصميم مجموعة من المقاعد لصالح «فاسم»
مع العديد من المشاريع الزخرفية لشاليهات في منطقة الألب الفرنسية.
بالاضافة الى مشاريعه العديدة في باريس ومدن عالمية أخرى.
مشاريع تأخذ الى جانب مظهرها الراقي وألوانها الجذابة، منحى خاصاً باتجاه النحت، حب نويه الأول والمبكر.
مقعد يحمل نفحة من طابع الأثاث العثماني
جانب من غرفة النوم في الشاليه
مكتب 'اوماجيو' مصاغ من الخشب والزجاج
تفصيل من ديكور مطعم 'سكتش'
مشهد من ديكور مطعم 'سندرس'
جانب من المطعم
مطعم وبار مايا بيي في موناكو
تفصيل للإضاءة
غاليري باريس
تناغم أنيق بين الأسود والأبيض
الإضاءة تلعب دورا اساسيا في تثمين المشهد
اناء أزهار مبتكر
تصميم أنيق لجلسة المدفأة
علب للماكياج صممت لماركة 'ايف سان لوران'
اكسسوار انيق لسطح المكتب
بساط من مجموعة 'شوفالييه' بنسخ محدودة
طاولة منخفضة مصاغة من المعدن والخشب والزجاج
ودي