ابيات شعر مجنون ليلى
روحي روحَها تعلّقَ قبلَ خلْقِنا...ومن بعدِ أن كنَّا نطافاً وفي المهدِ
فعاش كما عِشنا فأصبح نامياً...وليس , وإن متنا, بمنقصفِ العهدِ
ولكنه باقٍ على كلِّ حالةٍ...وسائرنا في ظلمة القبرِ واللحدِ
***
لها في طرفها لَحَظاتُ حتفٍ...تُميتُ بها وتُحيي من تريدُ
وإن غَضِبتْ رأيتَ الناسَ هلكى...وإن رضيتْ فأرواح تعودُ
***
وجدتُ الحبَّ نيراناً تَلَظّى...قلوبُ العاشقينَ لها وقودُ
فلو كانت إذا احترقتْ تَفَانتْ...ولكن كلّما احترقت تعودُ
كأهلِ النارِ إذ نضجتْ جلودٌ...أعيدتْ - للشقاءِ- لهمْ جُلُودُ
***
حَلَفتُ لها باللهِ ما حلَّ بعدَها...ولا قبلها أُنسيَّةٌ حيثُ حَلَّتِ
أقامتْ بأعلى شعبةٍ من فؤادهِ...فلا القلبُ ينساها ولا العينُ مَلَّتِ
***
إذا متُّ خَوفَ اليأسِ أحياني الرَّجا...فكم مرَّةٍ قد مُتُّ ثمَّ حَييتُ
ولو أحدقَ بي الأنسُ والجِنُّ كلهم...لكي يمنعوني أن أجيكِ لجيتُ
***
ألا يا طبيب النفسِ أنتَ طبيبُها...فرفقاً بنفسٍ قدْ جَفاها حبيبها
***
ذكرتُكِ والحجيجُ لهمْ ضجيجٌ...بمكةَ والقُلوبُ لها وَجيبُ
فقُلتُ ونحنُ في بلدٍ حرَامٍ...بهِ والله أُخلصتِ القلوبُ
أتوبُ إليكَ يا رحمنُ مما...عَمِلْتُ فقدْ تَظاهرتِ الذنوبُ
فأما من هوى ليلى وتركي...زيارتها فإني لا أتوبُ
وكيفَ – وعندها قلبي رهينٌ...أتوبُ إليكَ منها أو أُنيبُ
***
فؤادي بينَ أضلاعي غريبُ...ينادي من يُحِبُّ فلا يُجيبُ
أحاطَ بهِ البلاءُ فكلَّ يومٍ...تُقارِعُهُ الصبابةُ والنَّحيبُ
***
حَلَفتُ لها بالمشعرينِ وزمزمٍ...وذو العرشِ فوق المُقسمينَ رَقيبُ
لئِنْ كان بردُ الماءِ حرَّانَ صادياَ...إليَّ حبيباً إنها لحبيبُ
***
يقولون ليلى عذَّبتكَ بحبها...ألا حبذا ذاك الحبيب المعذِّبُ