تاريخ التسجيل : 09/02/2012عدد المساهمات : 294نقاط : 47506الجنس : العمر : 54
موضوع: فاعتبروا يا أولي الأبصار (خطبة مقترحة) 06/06/12, 04:20 pm
فاعتبروا يا أولي الأبصار (خطبة مقترحة)
كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالغرض من الخطبة:
الاعتبار والاتعاظ من قصة أصحاب السبت الذين سقطوا في الامتحان؛ لما فرطوا في دينهم لأجل شيء من متاع الدنيا، فكانت العقوبة.
المقدمة: لماذا قصة أصحاب السبت؟
- للاعتبار والاتعاظ لأجل وجود شَبه في بعض معانيها بيْن مَن سقط منهم في الامتحان في عدم تحملهم وصبرهم على الأزمات، ومَن يسقطون في هذه الأيام في الامتحان.
- للاعتبار والاتعاظ للذين يثبطون الدعاة والمصلحين عن إصلاح الدنيا بالدين.
- للاعتبار والاتعاظ للدعاة والمصلحين أن يثبتوا وألا يتنازلوا عن ثوابتهم؛ ليكونوا من الناجين مِن عقاب الله في الدارين.
- تأثر الصحابة واتعاظهم من ذلك: كان أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- يتورع عن كثير من الطيبات من المآكل والمشارب، ويقول: "إني أخاف أن أكون كالذين قال الله لهم: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا... ) (الأحقاف:20)".
- علموا أن مَن شاركهم في الفعل استحق ما استحقوا من العقوبة: سمع حذيفة -رضي الله عنه- مَن يقول في قوله -تعالى-: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:44): "نزلت في بني إسرائيل". فقال له متهكمًا: "نِعْم الإِخْوَةُ لَكُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، إِنْ كَانَتْ لَهُمْ كُلُّ مُرَّةٍ، وَلَكُمْ كُلُّ حُلْوَةٍ! كَلا وَاللَّهِ لَتَسْلُكُنَّ طَرِيقَهُمْ قَدَّ الشِّرَاكِ".
قال الله -تعالى-: (وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ):
- هي قرية على ساحل البحر، كان عملهم صيد السمك، ولما فرطوا في الطاعات وقصروا؛ جعل لهم يوم مخصوص للعبادة يتضرعون فيه -وكان يوم الجمعة-، فاختلفوا بعد ما عصوا أنبياءهم فصرفوا عنه إلى السبت، قال -تعالى-: (إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) (النحل:124)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ هَدَانَا اللَّهُ لَهُ -يَوْمُ الْجُمُعَةِ- فَالْيَوْمَ لَنَا، وَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى) (متفق عليه).
- جعل السبت كله عليهم تشديدًا، وجعلت ساعة الجمعة لنا تيسيرًا: قال -تعالى-: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الجمعة:10).
- فائدة: حرمة تعظيم السبت أو الأحد مخالفة لهم: قال -صلى الله عليه وسلم-: (خَالِفُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى) (رواه أبو داود وابن حبان، وصححه الألباني). "صور مِن التشبه: التدين بالليبرالية، والعالمانية".
- لما ازدادوا فسوقًا وانحرافًا نزل البلاء بمنع السمك في البحر، فلا يجدون أرزاقهم: قال -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) (الشورى:30).
- ازدياد الفتنة بأن يظهر السمك يوم العبادة، ويختفي أيام العمل: قال: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41).
- وهكذا ضُيق عليهم الحلال مع أنه الأكثر في الأصل: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا) (البقرة:29).
- امتحان... الرزق كثير يوم سبتهم: قال -تعالى-: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ . وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (الأعراف:182-183).
- التوبة والعمل الصالح وطاعة الله سبب للرزق الواسع الحلال: قال -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلا تَفْعَلْ مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ) (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني).
التحايل على شرع الله:
- بدلاً من أن يتوبوا إلى الله ازدادوا عصيانًا بالتحايل: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:43).
- السقوط والانهيار وعدم التحمل: قالوا: نتحايل للسمك، فنصبوا الشباك يوم الجمعة، وأخذوها يوم الأحد. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَرْتَكِبُوا مَا ارْتَكَبَتِ الْيَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللَّهِ بِأَدْنَى الْحِيَلِ) (أخرجه ابن بطة في جزء إبطال الحيل، وحسنه الألباني). "إصرار كثير من الناس على كتابة كلمة مبادئ الشريعة في الدستور الجديد؛ تحايلاً على تفريغ الكلمة من محتواها، وأن تفسير المحكمة الدستورية لها يساعدهم على ذلك".
الثانية: دعاة إلى الله يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر: (قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).
الثالثة: كارهون للمنكر ولكنهم ساكتون عليه، بل مثبطون للدعاة: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا). "هل أنتم الذين ستصلحون المجتمع؟! خليكم في المساجد ولا تتدخلوا في الحياة!".