المنطقة الرمادية!!

حين منَّ الله علينا بنعمة الالتزام بهذا الدين، تعلمّنا مبادئه ناصعةً في صفائها كواضحة النهار، لأنه الحق الذي لا مراء فيه!!



أما حينما تزاحمت علينا الأحداث بوتيرتها السريعة؛ وأنزلقت منَّا الأقدام في مستنقعات العمل السياسي، على الحال الذي هو عليه من أدران جاهلية العصر الحديث، وغبش معاصيها؛ بدأنا نستشعر بالفعل وقوفنا في منطقة رمادية، فلا هي حقٌ خالص، ولا ردة صريحة عمَّا تربينا عليه من مبادئ هذا الحق الخالص!!


وعليه صار ديدن معظم العاملين في تلك الساحة متأرجحٌ ما بين بعث رسائل طمأنة لأصحاب القلوب المريضة والمنكوسة؛ مؤكداً لهم على عدم تطبيقنا للإسلام النقي الطاهر بحذافيره تارة، أو التسويغ للمخالفات الواقعة تارة أخرى!!


فاكتست والله وجوهنا وثيابنا بغبار هذا اللون الرمادي المقيت!! في حين لم يسمح أهل الباطل لأي نقطة بيضاء؛ بمخالطة منهجهم الكالح في سواده!!


لتدب والله المخاوف بعمقها في جوف قلوبنا، خشية أن يحل علينا سخط الله وعقابه؛ بما اقترفناه من مخالفات، أو بما أظهرناه من هوان في الجهر بمنهج الحق الذي تربينا عليه واعتقدناه؛ لينقض أهل الباطل عهدهم المنقوض ابتداءً في لحظة مباغتةٍ؛
ويغيروا على أهل الحق نصرةً لباطلهم؛ لتعود الأمور مكرراً إلى سابق عهدها،
أهل الباطل في مناصب الريادة، وأهل الحق تحت الأرض في دهاليز المذلة
والمهانة!!





لذا أجد لزاماً علينا عباد الله، عدم إحسان الظن قيد أنملة بأهل الباطل؛ مهما كانت ادعاءاتهم!!


كما ينبغي علينا أن نبقى على استعداد
تام لغدرهم ونقضهم العهود؛ صيانة للصف المسلم من الفتنة، وإعداداً لعدم
تمكينهم من السيطرة على زمام الأمور مجدداً بشتى الوسائل المشروعة!!


كما ينبغي علينا في المقام الأول؛ أن نسارع بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى، ونستغفره من كل ما علق بقلوبنا من شوائب تلك التجربة المقيتة، وأن نعقد العزم الخالص من الآن فصاعداً؛ على ألا تكون دعوتنا ولا جهودنا إلا في سبيل تحقيق النصر الكامل لمبادئ هذا الدين، عسى الله أن يمن علينا بتدارك مسيرتنا، والعودة بها نحو المسار الصحيح؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

شكرا على روووووووعة الطرح
وجزاك الله خيرا

تسلم الايادي
بارك الله فيك