موضوع التحرش الجنسي بالاطفال ظاهرة متفشية بعالمنا العربي
واصبح يهدد حياة الاطفال والاهل بصفة عامة
لهذا ارتأيت ان اطرح بين ايديكم هذا الموضوع
واعتذر منكم عن جرأته
فشبح التحرش بالأطفال من أكثر العفاريت إرعابا لذوي الوعي من الآباء لتفشي خطره. لكن يقوي
عزائمنا لمواجهته الحقيقة المهمة بأن المتحرش شخص مريض وضعيف ويخشى باستمرار انفضاح أمره، وبالتالي فالوقوع في شراك المتحرش يحتاج:
- لوقت وعلاقة قوية مع الطفل.
- وعدم انتباه من والديه وقلة متابعتهما للطفل وإهمالهما له ولعلاقاته.
وكلها أمور لا يتراءى لي أنك ستقعين في أحدها؛ مما سيحمي أبناءك بحول الله من كل مكروه وليس فقط التحرش.
الحماية من التحرش
كيف تحمين طفلك الجميل من التحرش بشكل عملي؟
أولا: احرصي على ألا يكون لأي فرد -أيا كان- الانفراد بطفلك، فالمتحرش لا يفعل فعلته على مرأى من أحد -غالبا- بل على انفراد بالطفل.
- إذا كانت هناك حاجة لدخول أشخاص آخرين دائرة العناية بالطفل مثل: السائق- الخادمة- بواب المدرسة أو الحضانة-... وغيرهم ممن يطلق عليهم care givers؛ فينبغي عدم السماح لهم بالتعامل معه إلا تحت نظر الوالدين، بعيدا عن الأماكن المغلقة أو في عدم وجود الوالدين إلا بتأمين وجوده في مجموعة، فمثلا أن تكون الحافلة بها رقابة تابعة للمدرسة لا تسمح بأن ينفرد الطفل مع السائق -مثلا- مطلقا.
ثانيا: أفضل ألا يذهب طفلك للحضانة قبل أن يمكنه الكلام والتحدث معك وفهم توجيهاتك والتي ستتضمن توعية الطفل بـ:
1- الفرق بين اللمسة الصحية واللمسة غير الصحية:Healthy Touch & Unhealthy Touch خصوصية أجزاء جسمه، واختلافها عن بعضها.
2 - خصوصية أجزاء جسمه، واختلافها عن بعضها البعض.
اللمسة الصحيحة وغيرها
اللمسة الصحية: ما لا يسبب أمراضا أو آلاما، وما يمكن أن يحدث من (ماما) أثناء تغيير الملابس مثلا، أو من (بابا) عندما يصافح الطفل ويسلم عليه أو يقبله، أو من الأقارب حين يصافحوننا ويحيوننا، وتكون لليدين والكتفين والذراعين، بصورة سريعة ودون الحاجة لكشف أي جزء من الجسم أو رفع الملابس عنه.
اللمسة غير الصحية: ما تسبب نقل الأمراض؛ بسبب عدم الالتزام بالقواعد الصحية أو بشروط اللمسة الصحية التي أشرنا إليها.
خصوصية الجسد
أما عن خصوصية أجزاء جسمه، واختلافها:
- فعرفي طفلك أن أجزاء جسمه مختلفة، ولكل منها وظيفة تؤديها وطريقة سليمة للتعامل معها.
- أخبريه أن هناك أجزاء من الجسم لا تصلح لأن يتعامل معها أو يلمسها أو يراها أحد سواه؛ لأنها ملكه هو وحده، ويجب أن يحافظ على صحتها بالتزام قواعد النظافة في التعامل معها.
- حديثك مع الطفل في هذا الموضوع يجب أن يبدو تلقائيا - فهذا أمر مهم بالنسبة للتربية الجنسية للطفل بشكل عام- ويمكن أن تساق له هذه المعلومة من خلال حوارات عنه، مثلا حينما كان صغيرا وكنت تغيرين له "الحفاضات"، أما الآن فهو كبير ولا يصح لأحد أن يطلع على كل جسمه.
وحوار آخر حول أجزاء الجسم بشكل عام دون تخصيص يلفت نظره إلى جزء معين بداية من العين، والرقبة، والرأس، والأذن، والصدر، وكيف أن كلها أجزاء جميلة وظاهرة من جسمه وأنها تختلف في الرجل عن المرأة، مع إعطاء أمثلة للاختلاف.
- ثم يتم لفت نظره بشكل غير مباشر إلى خصوصية أعضائه التناسلية، وضرورة الحرص على نظافتها؛ حتى لا يصاب بالأمراض؛ فشد انتباهه إلى النظافة والصحة طريقة مثلى في إشعار الطفل بخصوصية هذا الأعضاء.
الأمان والتأمين
من يتحرش بالطفل غالبا شخص له به علاقة وثيقة وحميمة (ما لم يكن الأمر اختطافا أو اغتصابا)، وبالتالي:
- لا بد من سؤال الطفل عن مصدر أي هدية أخذها أو حصل عليها، ولم فاز بها؟... إلخ، مع توعيته بخطورة تناول شيء دون عرضه على والديه لمعرفة مدى صحته.
- ذكريه ألا يقبل هدية من أي غريب باستثناء مدرسته مثلا عندما تكافئه على تفوقه، وأن يشكر من يعرض عليه أي هدية دون أن يأخذها، ثم يخبرك بها -إن كان يريد مثلها- لتشتريها أنت له.
- تابعي بدقة مسألة تكرار الهدايا من طرف معين دون إرعاب الطفل أو عقابه -فقط بالتحاور معه بلطف- لتتخذي احتياطات الحذر الكافية لمنع هذا الطرف من الانفراد بطفلك أو لقائه أصلا.
- لاحظي طفلك باستمرار -دون إشعاره بالرقابة الخانقة- ومتابعة ميوله في اللعب، وطريقة وأنواع لعبه.
-جنبي طفلك مشاهدة القنوات الفضائية أو أي مواد إعلامية غير مناسبة، مع غرس الوازع في نفسه إلى رفض كل ما لا يحبه الله عز وجل.
- أشعري طفلك دائما بالأمان والقرب منك ومن والده، وأنكما له مصدر كل الحماية، فغالبا ما يلجأ المتحرش إلى إرعاب الطفل أو تهديده أنه لو أخبر أحدا فسيفعل به كذا وكذا.
- عودي طفلك على الحكي ورواية تفاصيل أي موقف حدث له دون عقاب أو زجر، فيكفيه أنه صادق؛ وذلك لتعويده أن ينقل بصورة واضحة ما يتعرض له أو ما يخيفه.
- احرصي على فحص جسد الطفل يوميا أثناء تغيير ملابسه وغسله لكشف أي آثار لكدمات أو ضربات أو "خمش" في جسمه، وفحص ملابسه الداخلية وخلوها من الشعر أو أي إفرازات غريبة إلى غير ذلك.
- عودي الطفل على دخول الحمام منفردا دون حاجة لمساعدة أحد أو تدخل أحد، وأنه لا بد من غلق باب الحمام عليه.