تاريخ التسجيل : 05/06/2011عدد المساهمات : 3538نقاط : 55708
موضوع: قصة من الأدب الشعبي الصيني 22/08/12, 06:32 pm
قصة من الأدب الشعبي الصيني
تحول فلاح مع حمل من الأجاص لبيعه في السوق. وبما أن الأجاصات كانت لذيذة وذات نكهة طيبة فقد طلب الفلاح مقابلها ثمنا مرتفعا.
في تلك الأثناء كان حكيما طاويا بطاقيته الممزقة وثوبه الرث يمر من هناك فطلب صدقة من الفلاح الذي صده عن ثماره ولم يلتفت لطلبه.
وألح الحكيم الطاوي في الطلب فغضب الفلاح وانهال عليه سبا وشتما.
إلا أن الحكيم قال له : أجاصك كثير وأظن أنك لو أعطيتني واحدة فلن يجعلك ذلك فقيرا. وألح عليه الحاضرون بأن يعطيه واحدة من الثمار المعطوبة ولكن الفلاح تمسك بالرفض القاطع ، فما كان منهم إلا أن جمعوا ثمن الثمرة ودفعوه للفلاح مقابل الأجاصة وأعطوها للحكيم الطاوي الذي قال لهم : ترقبوا قليلا، لا تذهبوا من هنا. فأنا لسست بخيلا، سأجعلكم تأكلون من أجاصي. وانهمك في التهام الثمرة مع احتفاظه ببزرها في يده. ثم أخرج من حزامه سكينا حفر بها حفرة صغيرة في أرض السوق الممهدة زرع فيها بزر الأجاصة ثم غطاها بالتراب وطلب ماء ، فسقاها. فجأة، شقت نبتة صغيرة قلب الأرض وكبرت بسرعة عجيبة حتى صارت شجرة أجاص بديعة الجمال. ثم غطتها الأزهار والثمار الناضجة الشهية . قطف الحكيم الطاوي الثمار واحدة واحدة وقدمها للحاضرين هدية فأكلوها هنيئا مريئا حتى آخر حبة. ثم بضربة واحدة من سكينه قطع الحكيم جذع الشجرة وحمله على كتفه وغادر المكان. كان هذا المشهد قد حول إليه أنظار كل الحاضرين في السوق بما فيهم الفلاح الذي ترك حمل الأجاص وجاء يتابع المشهد العجيب. عندما رجع إلى عربته الصغيرة لم يجد أثرا لأجاصاته كما لاحظ أن خشبة مجر العربة قد اختفت، ففهم أنه كان ضحية لسحر الحكيم الطاوي الذي انتقم منه فحول خشب عربته إلى شجرة وزينها بأجاصاته ثم وزعها على الحاضرين وحمل مجر العربة معه وذهب في حال سبيله. محمولا على جناح الغضب، جرى الفلاح وراء الحكيم الطاوي لمساءلته ،إلا أنه وجد في ركن خلفي من أحد الأزقة مجر العربة بينما لم يجد للحكيم أثرا.
هدية الثعلب. كان الثعلب على علم بموعد عيد ميلاد النمر ، فاشترى لهذه المناسبة ربطتي كرنب هائلتين واستودعهما لدى العنزة وطلب منها أن توصل الهدية مصحوبة برسالة إلى الكاسر الرهيب . فوافقت العنزة مسرورة . بما أن النمر حيوان لاحم لا يأكل الخضروات ، فإن حزمتي الكرنب ستكونان من نصيبي لا محالة ." هكذا حدثت العنزة نفسها وهي تحث السير إلى أن وصلت عرين النمر ، فقدمت له الهدية . قبل النمر الهدية شاكرا ، ثم انفجر ضاحكا بعد أن قرأ الرسالة : - يا لهذا الثعلب النزق . هل نسي أنني لا آكل الخضر . هما لك أيتها العنزة فكلي الكرنب هنيئا مريئا . أعجبت العنزة بكرم النمر ، فشكرته وانهمكت في تذوق الخضر إلى أن أنهت الوليمة ، فهمت بمغادرة المكان . لكن – يا للمفاجأة – لقد وجدت الباب موصدا في وجهها وسمعت قهقهات النمر : - لقد أسر لي الثعلب بأنك هدية عيد ميلادي ، فبماذا سأتغدى في يوم فرحتي إذا ذهبت الآن ؟ وقفز على العنزة فاتحا شدقين واسعين عض بهما العنزة من العنق . إن الحيلة في ترك الحيل . ومحتال واحد يقابله محتالا ونصفا . وربح صغير قد يخبئ وراءه خسارة فادحة تكون عاقبتها وخيمة
يحكى أنّه كان هناك امرأة عجوز صينية كبيرة في السن، تملك جرتين كبيرتين لنقل الماء، وكانت تضع كل جرة على طرف وتد خشبي قوي وطويل، ترفع الوتد وتضعه على عنقها فتحمل بذلك الجرتين معاً. إحدى الجرتين كان فيها شرخ والأخرى سليمة. العجوز تملأ الجرتين معاً من جدول الماء، وفي نهاية الدرب الطويل الممتد من جدول الماء إلى البيت تصل الجرة المشروخة وقد فرغت من نصفها. ولشهور كاملة كانت هذه العملية مستمرة في نقل الماء، وهذه السيدة تصل إلى بيتها مع جرة مليئة وأخرى نصف فارغة. الجرة السليمة كانت فخورة بنفسها.. لكن الجرة المشروخة كانت تخجل من عيبها وتشعر بالتعاسة لأنّها لا يمكنها أن تنقل إلا نصف الماء كل يوم لهذه السيدة الطيبة. بعد فترة شعرت الجرة المشروخة أنّها جرة فاشلة تماماً، فقررت أنْ تتحدث لصاحبتها، قالت لها: إني خجلة من نفسي، لأنّ هذا الشرخ في جانبي يسرب الماء خارجاً على طول طريق العودة إلى منزلك، وأنت تتعبين بحملي.. ولا فائدة مني.. أرجو أن تتخلصي مني وتتحصلي على جرة جديدة.. ابتسمت العجوز وقالت: هل لاحظت الأزهار التي نبتت على جانب واحد من الطريق وليس على الجانب الآخر للجرة السليمة. وأضافت: كنت دائماً أعرف عيبك هذا، فقمت بزرع بذور أزهار على جانبك من الطريق، وأنت كل يوم في طريق العودة إلى البيت تقومين بسقايتها دون أن تشعري بذلك، والآن أصبح لدي زهور جميلة. ومن دون الأزهار التي رويتها بمائك كيف يمكن لي أزين بيتي بالأزهار؟! ومن دونك أيتها الجرة المشروخة ما كان لدي هذه الزهور الجميلة .
لقد تعاملت هذه العجوز مع الجرة المشروخة من منطلق الحب والحكمة فكانت النهاية سعيدة.. لكن ماذا لو أن هذه العجوز تعاملت مع جرتها المشروخة من منطلق الحب فقط ، أي لو أنها بدافع الحب والخوف عليها من الأذى وضعتها في مكان أمين داخل المنزل وبقيت تنظفها وتعتني بها كل يوم ولا تستخدمها في أي عمل.. هل ستكون النهاية سعيدة؟؟ أيها الكرام.. بداخل كل معاق تحيا هذه الجرة المشروخة فكونوا كهذه العجوز محبين حكماء وساعدوهم للتغلب على إعاقتهم والقيام بدورهم في هذه الحياة .. لا تقولوا أن هنالك إعاقات صعبة لا يمكن لأصحابها أن يكونوا منتجين وقادرين على العطاء فالله عز وجل عندما يأخذ من عبده نعمه يعوضه عنها بأخرى ولكم العبرة في "ستيفن هوكنج " الفيزيائي العبقري , الذي وضع الخالق عز وجل قوته كلها في عقله , وسلبها من جسده الذي أصيب في حداثته بمرض نادر , جعل عضلاته كلها تضمر وتنكمش , حتى لم يعد باستطاعته الحركة والكلام ورغم ذلك استطاع بمساعدة من حوله أن يصبح أشهر علماء عصرنا ويطلق عليه لقب آينشتاين هذا العصر..
~ غرور إنسآن ~ مؤسس ورش العرب
تاريخ التسجيل : 03/02/2012عدد المساهمات : 8033نقاط : 58715الجنس : العمر : 39
موضوع: رد: قصة من الأدب الشعبي الصيني 25/08/12, 03:13 pm