سأتحدث اليوم .. وسيجبرني الكلم على الصمت .. ولكن بداخلي حديث لا ينتهي .. جعجعة في الحَيْزوم ..
توشحت الإطناب .. و أبت إظهار ما خبئ … فقدين لطالما آَلَمَانِي كثيرآ . ها أنا يتيمة الجدتين ..
و يستحل الشوق مساحات جوفي .. رحيل نهائي .. لأطهر من رأت عيناي آنذاك .. أول فقد في حياتي عندما كنت ابنة الثامنة „ حينها أول مرة أرى دمعة أبي .. وفجأة أسمع صراخ أمي „
ي إلهي .. اتجهت مسرعة أنا وأخي .. لأدرك ذلك الألم .. جدتي ماتت .. ذهبت حينها عند ربي .. كنت لا أعي كثيرا معنى الرحيل .. و لا أدرك حقيقته ..
فراقها كان حلما .. لأذوق علقم الأيام مرة أخرى .. العام الماضي .. في ليلة لطالما كانت الفرحة ترسم على وجه أمي „ غدآ رحلتها هي وخالي .. لترى أمآ أنجبتها „
أنهكها المرض حتى لازمت العناية ذلك اليوم .. ولكن اختفت بسمة أمي بعيدآ .. لأسمع تلك الصرخات المؤلمة .. أدركت حينها الخبر ..
لم أستطع عيش صدمة الوفاة .. لأن صدمة أمي كانت أعظم .. أبكي مرتين .. بكاء لفقد جدتي .. و بكاء لحزن أمي ..
ورحلت الطاهرة ..
بعيدا بعيدا ..
ارتاحت كثيرا .. وحزننا كان أكثر ..
ها أنا لا زلت أشعر بفقدهما كل لحظاتي ..
حينما أدخل مدينتنا البعيدة .. و استنشق عبق هواءها .. يخالطها رائحة الألم الذي يقطنني .. رائحة الفقد أصبحت غصة أخرستني ..
كم أحبك ي مدينتي .. يكفيك قبرا جدتاي .. يكفيك مسكن جسدهما الطاهران تحت ترابك ..
.. إن تكلمت كثيرا أو لا .. فكل ألمي لن ترسمه الأبجدية ..
~ غرور إنسآن ~ مؤسس ورش العرب
تاريخ التسجيل : 03/02/2012عدد المساهمات : 8033نقاط : 57395الجنس : العمر : 38