وفجأة .. قطع علينا القمر حبل الحديث..
دخل بغتة بيننا. امتزجت أشعته البيضاء بخصلاتك الشقراء في نافورة نزقة من الضوء التصقت عيناك بوجهه الوسيم وصمتت شفتاك ورحتِ في نصف غيبوبة..
وبقيت أنا كالشاعر القديم الذي رأى القمرين في وقت معاً..
أعرف ما تقولين للقمر. وأفهم ما يقوله لك..
تقولين : هذه الدقائق المسحورة ستتلاشى مع آخر خطوة من خطى الليل..
ويأتي النهار بملله وعلله والصراع مع الادميين الاشرار
تقولين : باطل الأباطيل هذا وقبض الريح. هذا الحب الذي ولد مع القمر ويموت مع الشمس..
فما الجدوى؟!
ويقول لك القمر : يا ملاك
أنت الآن في مملكتي الذهبية في أحبولتي المصنوعة من ياسمين..
انظري ماذا فعلت . صبغت البحر بألف لون ولون..
حولت الليل كرنفالاً يميس بألف "ريو" . حملت إليك عبق الغابات الاستوائية ..
ورائحة الشبق القادم من الصحراء.
لن يأخذ منك هذه الدقائق اللآلئ.
هذه الجنة الليلية .. في خليج الحوريات والدولفين .
في الجزيرة التي لا يغرب عنها العشق..
يا أخت البدر!
عيناك هالات من الدموع وأنا عاشق ولهان
كلانا ناظر قمراً ولكن..
رأيتُ بعينها ورأت بعيني