"ليس ببعيد أن تكون هذه القلوب الإنسانية ينظر بعضها في بعض أحياناً على شعاع الروح كما يتراءى الوجه للوجه في سراج العين ، ومن ثم يكون اختلاف كل عاشق مع الناس أجمعين في تقدير الجمال الذي يعشقه واعتباره ، إذ لا يقدر بعينه ولا بعقله ولكن بقلبه .اتدري إني أرى ما لا ترى ، فإن قلبي ينظر في قلبها كما تنظر أنت في وجهها ، ومتى جادلت محباً في هواه صارت الحبيبة في جدالكما كالفلسفة تراها عند أهلها إيضاحاً لشيء معقد ، فإذا تناولها غير أهلها انقلبت تعقيداً لشيء واضح ...وإن المرأة الجميلة في رأيي هي تلك التي أرفع روحي أليها ، إذ لستً أفهم من معنى الحب إلا أن الروح اهتدت إلى شيء من سر الإنسانية في إنسان جميل قد استطاع بجماله أن يهديها إلى هذا السر.
ولما يبس ما بينه وبينها ، وازداد في غضبه منها ، سألته رأيه في" إيضاح المعقّد ...." ( أي حبيبته التي شبهها بالفلسفة ) ، فقال: أيها الرجل ! إذا امتدحت امرأة جميلة فلا تقل ما أجملها بل قل : ما أجمل الشرّ"