كم
هي جميلة صور الصدق والبراءة، وكم يفتقرها البعض في أيامنا، والبعض الاخر
يتمناها. كم نحنو في لحظات حياتنا للصفاء، والامان، كم نتمنى أن يكون كلام
القلب والعقل شفافا كالماء الرقراق العذب، كم نتمنى أن تُبنى جسور الصدق
فوق أنهار اليأس الذي يغزو الدروب، كم هي رائعة أحلام الطفولة، وكم هو جميل
أن تكون نياتنا صافية فيها براءة الطفل في عمر الزهور. من منا لا يتمنى
الهناء في مفاصل إيامه، من منا لا يتمنى أن يكون الصدق سمة كل الكلام
والاحلام، من منا لا يتمنى أن تكون طهارة النفس قبل الجسد هي عنوان
أستمراره.
ولكن أنعيب زماننا والعيب منا، أو
نجعل الظروف شماعة نعلق عليها الاخطاء، فكم من مرة كنا ركاب في سفينة، ولم
نختار المكان ولا القبطان، ولكن بعيدا عما ذكرت، دعوني أحملكم مع كل معاني
البراءة والصدق والهناء، علني أوفق أن أسرق منكم لحظات، وأسحبكم معي في
رحلة براءة صافية، وهناء مفعم بألامل عبر أشراككم برؤية هذه الصور، لأطفال
لا تتجاوز أعمارهم أيام، وهم في نوم وحلم.
أن من المؤكد هناك سؤال يجول في
الخاطر، بماذا يحلمون، وبماذا يفكرون، ومهما أختلفت الاجابات أو التحليلات
فهناك ثابتةٌ واحدة ومؤكدة هي البراءة بمعناها الحقيقي وليس التجريدي.