بأفكار
زائغة و عيون ذابلة حائرة جلست على ضفاف بحيرة الذكريات أتأملها .. و أهفو الى
أزهارها الفواحة بعطر الفقدان و مائها الذي يروي كل يائس أملا عابرا كالحلم .. و
لوهلة توقفت على شريط الحياة الذي يمر مثقلا بمشاهد من ذكريات قد نكون أحببناها
فتسعدنا أو بائسة... لم نحبها فتؤلمنا .... قد تذكرنا بمن مروا على ضفافها و تقمصوا
دور البطولة في كل مشهد من مشاهدها ...أناس قد نكون أحببناهم .. ارتحنا بوجودهم ..
فرحنا لفرحهم .. و تألمنا لحزنهم .. كانوا شموعا نستنير بها و نهرا نرتشف منه كلما
ضاقت بنا الدنيا ...كلهم صاروا في الذكريات أما في الواقع فهم في حكم الغائب ...
كل اللحظات
التي عشناها معهم تعزف لنا مقطوعة غيابهم ليتراقص الحزن متناغما معها .. و سيل من
الأسئلة تجتاحنا : لماذا رحلوا ؟؟؟؟ لماذا اختاروا الابتعاد ؟ .... كيف استطاعوا
النسيان ؟؟؟ و كيف حكموا على كل لحظاتنا معهم بالسجن في مقبرة الهجران ؟؟؟؟؟ ....
تحاملت على جناح من الأحلام لأقنع نفسي بالواقع المر الذي يجب علينا احتساء كؤوسه
و هو كيف أن الفراق أصبح عادة ... و قد تعودت خواطري على تكرار فلسفته و ذكرياتي
على صراخه الذي يصم آذان النسيان في كياني ... لتنزل الدموع المحرقة بهدوء على
جفون الشوق ...
و كان
...من كان ....فالوحدة أنيستي..