تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 281
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } وقيل
: هذه الآية أيضا آخر آية نزلت من القرآن . ذكر من قال ذلك : 4941 - حدثنا
ابن حميد , قال : ثنا أبو تميلة , قال : ثنا الحسين بن واقد , عن يزيد
النحوي , عن عكرمة , عن ابن عباس , قال : آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } . * - حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله . .. } الآية , فهي آخر آية من الكتاب أنزلت . 4942 - حدثني محمد بن عمارة , قال : ثنا إسماعيل بن سهل بن عامر , قال : ثنا مالك بن مغول , عن عطية , قال : آخر آية نزلت : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } . 4943 - حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا أبي , عن إسماعيل بن أبي خالد , عن السدي , قال : آخر آية نزلت{ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } . 4944
- حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثنا أبو تميلة , عن عبيد بن
سليمان , عن الضحاك , عن ابن عباس وحجاج , عن ابن جريج , قال : قال ابن
عباس : آخر آية نزلت من القرآن : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } . قال ابن جريج : يقولون , إن النبي صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال , وبدا يوم السبت , ومات يوم الاثنين . 4945 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : أخبرني يونس , عن ابن شهاب , قال : ثني سعيد بن المسيب , أنه بلغه أن أحدث القرآن بالعرش آية الدين . يعني
بذلك جل ثناؤه : واحذروا أيها الناس يوما ترجعون فيه إلى الله فتلقونه فيه
أن تردوا عليه بسيئات تهلككم , أو بمخزيات تخزيكم , أو بفضيحات تفضحكم ,
فتهتك أستاركم , أو بموبقات توبقكم , فتوجب لكم من عقاب الله ما لا قبل لكم
به , وإنه يوم مجازاة الأعمال لا يوم استعتاب , ولا يوم استقالة وتوبة
وإنابة , ولكنه يوم جزاء وثواب ومحاسبة , توفى فيه كل نفس أجرها على ما
قدمت واكتسبت من سيئ وصالح , لا يغادر فيه صغيرة ولا كبيرة من خير وشر إلا
أحضرت , فتوفى جزاءها بالعدل من ربها , وهم لا يظلمون . وكيف يظلم من جوزي
بالإساءة مثلها وبالحسنة عشر أمثالها , كلا بل عدل عليك أيها المسيء ,
وتكرم عليك فأفضل وأسبغ أيها المحسن , فاتقى امرؤ ربه فأخذ منه حذره وراقبه
أن يهجم عليه يومه , وهو من الأوزار ظهره ثقيل , ومن صالحات الأعمال خفيف ,
فإنه عز وجل حذر فأعذر , ووعظ
هذا وصلى الله على محمد والهِ وصحبهِ وسلم