أن السبيل الذي يعرفنا بالله هو النصوص القرآنية والحديثية التي تتحدث عن الله حديثاً مباشراً مبينة صفاته وأسماءه وأفعاله .
وهذا السبيل سبيل نيّر مأمون العواقب ؛ لأن التعرف إلى الله من خلال كلامه وكلام رسوله لا يبقي مجالاً للشك والالتباس .
وقد
حرصنا على أن نسوق النصوص ذاتها في أكثر الموضوعات ؛ فإنها أقدر على
التعبير والتوضيح من نصوص البشر وكلامهم ، كما حرصت على ألا أزيف النصوص
بالتأويل والتحريف كما فعل كثير من السابقين كي توافق آراء البشر ومقاييسهم
، والواجب أن يغير البشر من آرائهم ومقاييسهم كي توافق النصوص .
المطلب الأول
مدى إدراك العقل لصفات الله
صفات الله جاء بها القرآن وتحدثت عنها السنة النبوية قسمان :
الأول : ما لا يستطيع العقل الإنساني التعرف عليه وإدراكه بنفسه ، أي من غير طريق النصوص كإثبات اليد والوجه لله .
الثاني :
ما يمكن أن يستدلّ عليه بالعقل كاتصافه بالقدرة والحكمة ، ونحن لن نستقصي
ذكر صفات الله ، ولكن سنذكر جملة منها توضح المراد ، وتحرر المقصود ، وتعطي
تصوراً وافياً إن شاء الله تعالى .