الشاب لشهب بوالفلطيو ضحية لغم الجماعات الإرهابية
صورة: (الشروق)
تحولت
فجأة حياة الشاب لشهب بوالفلطيو، القاطن بمشتة تاغوتة التابعة لبلدية أم
الطوب، غربي سكيكدة إلى معاناة حقيقية، حيث أجهش بالبكاء ولم يتمالك نفسه
وهو يروي لـنا معاناته التي تحولت بين عشية وضحاها إلى كابوس أثقل كاهله،
رغم شبابه، فهو يعيل عائلة أنهكها الفقر والحاجة والمرض، وهو مسؤول عن
أفرادها البالغ عددهم 16 فردا من توفير لقمة العيش إلى السهر على مأكلها
ومشربها وصحتها.يقول وهو
يسرد تفاصيل المعاناة حين استضافنا ببيته العائلي إنه فقد ساقه اليسرى،
وذلك إثر انفجار لغم تقليدي، زرعته الجماعات الإرهابية سنة 2006 عندما كان
يرعى الغنم
ليتفاجأ
بانفجار قنبلة قوية المفعول عند الساعة الرابعة والنصف مساء، لينقل إلى
مستشفى الحروش ثم إلى سكيكدة، وهذا قبل زواجه بـ15 يوما حيث احتفل به بدون
ساق، وذلك بتاريخ 4 سبتمبر 2006.
ومنذ ذلك التاريخ وهو يعيل بمنحة
ضحايا الإرهاب التي يتقاضاها، والتي لا تتعدى مبلغ 10 آلاف دج شهريا، عائلة
كبيرة تتكون من 16 فردا: هو وزوجته وطفلان
وابنة عمته يتيمة الاب والأم
البالغ
عمرها 36 سنة، بالإضافة إلى عائلة والده الزواوي المتكونة من 11 فردا. هذا
الأخير أصيب بمرض عصبي منذ شهر أوت 2006 بعد حادثة انفجار القنبلة التي
أتت على ساق فلذة كبده لشهب.
ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد،
فبعد عام من هذه الحادثة، وقعت حادثة ثانية مؤلمة تمثلت في انفجار قنبلة
أخرى فقد على إثرها زوج أخته البكر صليحة، السيد احسن بوالرواين، خلال شهر
مارس 2007 في نفس المكان حيث بترت ساقه قبل وفاته لتختلط عليه الأمور
وتكتمل المعاناة ويفقد والده الزواوي صوابه وأصبح
عاجزا
عن المشي، بل لم يبرح منزله طيلة 6 سنوات وخلال شهر رمضان يقضي نهاره في
النوم ولا يستيقظ إلى غاية آذان المغرب، بعد أن عاش لشهب سنواته الأولى
حياة سعيدة وكريمة، إذ كان يمتهن رعي الغنم والبقر لإعالة أسرته وكان يحمد
الله في ذلك. هذه الأسرة المتكونة من 16 فردا كانت تعيش حياة عادية إلى أن
حلّت بها سنة 2006 هذه الحادثة المؤلمة وحملت معها ما لم يكن في الحسبان،
أين تحوّلت حياة ويوميات أفرادها إلى جحيم، حيث شاء القدر أن يفقد معيلهم
الوحيد البِكر لشهب ساقه في انفجار قنبلة ما استدعى بترها حتى لا تنتقل
العدوى إلى باقي جسمه، ومن هنا بدأ يشرب مرارة الحياة وأصبح معاقا حركيا
مائة بالمائة، حيث ركن في أحد زوايا غرفته بمسكنه الهش يضاف هو الآخر إلى
معاناته، وهو يخرج أحيانا بغية السعي لكسب قوته وقوت عياله، الرجل المعروف
بطيبته وحسن أخلاقه كان في كامل صحته، يعيش حاليا في سكن غير لائق يتكون من
غرفتين يأوي 16 فردا وهي معاناة أخرى تتمثل في ضيق المسكن، مع العلم أن
لديه ملف طلب سكن ريفي بمصالح بلدية أم الطوب منذ سنين.
لشهب المحبوب جدا وسط سكان الحي يقول
بأنه يتقاضى مبلغا ماليا يقدر بعشرة آلاف دينار جزائري، وهو مبلغ غير كاف
حتى لإعالة فرد واحد في ظل غلاء المعيشة، لولا أحباب الله والجيران وأهل
بلدية أم الطوب الذين يعلمون بحاله وحال والده الذي وجد فيهم البر
والإحسان. وبلهجة فيها الحسرة والحزن يقول بأنه طرق كل الأبواب من أجل
إيجاد حلول مادية وذلك بمطالبته لكل الهيئات المعنية على مستوى بلدية أم
الطوب وولاية سكيكدة بمنحه محلا تجاريا يضمن به قوته وقوت أسرته وبالتالي
إنقاذ الأسرة من الضياع وفي الأخير يقول لشهب: "أتقطع ألما وحسرة حينما
أشاهد أسرتي على هذه الحال بين
الفقر
والمرض
والحاجة
مع
قلة
حيلتي
وعجزي
عن
مساعدتهم
".
وناشد
أهل
الخير
مساعدته
في
علاج
والده
المقعد
في
الفراش
مند
سنة2006.