قد يبدو عنوان المقال غير مألوف كما حال
العراق اليوم فهو مختلف بكل شيء عن سائر المعمورة حتى في تداوله لمصطلحات
لم يشار اليها في علم السياسة وثقافتها من قبل قادة العراق ، وكما معروف
للجميع ان الرياضيات أصبحت في عالم اليوم هي العصا السحرية التي تدخل في
كافة مجالات الحياة لتجعلها أكثر يسرًا ورفاهية، وهي أم العلوم الحديثة وقد
جرى الاتفاق على أن تكون الرياضيات هي العلم الذي يوفق بينها جميعًا لأنها
ببساطة أدق العلوم، وأمهرها في التوصل إلى معادلات تصلح للتطبيق في جميع
العلوم الأخرى وبالتالي إظهار عين الحقيقة ، لكن في ظل الحكومة العراقية
الحالية الأمر يختلف تماما لان لغة الأرقام عندها مسيسة دائما وخاضعة
لأجندات خارجية ، وتداول بعض الأرقام بين المواطنين غير مرغوب فيه بل محرم
الاطلاع عليها لان قادة العملية السياسية خصوصا ( الأربعة الكبار ) يعدّونه
مهدِّداً للسلم والأمن العراقي ، وأحياناً أخرى يفتعل ثورات بركانية من
ذات الكتل تهدأ بعد اكتسابها منافع معينة لا تمت بمصلحة وحقوق المواطن
العراقي كما جاء في الدستور الذي كتب بأيديهم ! ، وان مشكلة تداول الأرقام
على المستوى الإعلامي يكشف عورات العملية السياسية أو حكومة الشراكة
الوطنية المنحازة لصالح الأهداف العليا لاحتلال العراق ،وهناك مسؤولين
ومؤسسات حكومية وحزبية منذ 2003 تجهد لإخفاء عدد من المؤشرات والأرقام التي
تفوح منها أرقام الفساد التي لامثيل لها بتاريخ حكومات دول العالم وذلك
خوفا وتنفيذا لمصالحها السياسية والاقتصادية النفعية الضيّقة، في حين بعض
حكومات الدول العربية تتبارى بينها في تحقيق أفضل الانجازات الخدمية
لمواطنيها بشتى مجالات الحياة والحفاظ على كرامتهم متزامنة بعمليات إصلاح
سياسي بمنتهى الشفافية ولغة الحوار ، إلا في العراق فالمواطن ليس مغدورا
فحسب بل مضطهد ومقهور ومسلوب حقه الإنساني والدستوري بظل حكومة المالكي ،
فما هي عناوين الأرقام المخفية حقيقتها من قبل الحكومة العراقية والمشاركين
بالعملية السياسية والغير مرغوب تداولها من قبل المواطن العراقي ! بالرغم
من أن الحصول على رقم غير مستحيل، لكنه مغيّب سياسيا ، لان العديد من
المشاركين بالعملية السياسية بما فيهم أعضاء مجلس النواب يخشون الرقم لأنه
يكشف مدى فسادهم السياسي والوطني ، وإذا وُجد عندهم فهو لا يحظى باهتمام
كبير من قبلهم ، لأنهم يسعون وراء اصطفافاتهم الحزبية والطائفية ، ليصبح
الرقم بلا أي قيمة لاتصاله بكل المصالح المباشرة للأطراف المسيطرة على
السلطة أو بالنظام السياسي الطائفي المتصل بشبكة المصالح التجارية وهي (
أرقام اختفاء المليارات بتأثير اكبر من فعل اختفاء الأشياء في مثلث برمودا ـ
الرقم الإجمالي لفساد العقود الحكومية بما فيها الوهمية ـ أقيام الضرر
المعنوي والنفسي والمادي الذي لحق بالمواطن العراقي من جراء تداعيات
الاحتلال وعمليات القمع والتعذيب في سجون الحكومة السرية والعلنية ـ الرقم
الالكتروني لكميات النفوط المسحوبة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية منذ
2003 ـ عدد القطع الأثرية العراقية المسروقة بتسهيل حكومي ـ كمية الكهرباء
الداخلة فعلا للعراق من الخط الإيراني الناقل والمعطل دوما مقابل ثبات
أقيامه السنوية وتقدر بالمليارات ـ أرقام الرواتب والمخصصات الرسمية
للرئاسات الثلاث ـ أرقام الحسابات الختامية لرئاسة الجمهورية ومكتب رئاسة
الوزراء للأعوام 2008 و2009 و2010 و2011 والتي لم تقدم لوزارة المالية
لغاية موازنة 2013 ـ أرقام المبالغ المصروفة شهريا على مكاتب مكونات
العملية السياسية الموزعة في عموم العراق ومصادر تمويلها وخاصة مكاتب حزب
الدعوة الحاكم ـ نسبة استيراد العراق من المحاصيل الزراعية شهريا لإغراض
الاستهلاك المحلي وهو بلد زراعي ـ كمية المياه الداخلة للعراق من الروافد
الإيرانية ـ كميات النفوط المسحوبة من قبل الحكومة الإيرانية في حقلي فكة
ومجنون ـ عدد الآبار المسيطر عليها في حقل فكة النفطي من قبل إيران ـ مساحة
الأراضي العراقية الوطنية المسيطر عليها من قبل إيران ـ أرقام مبالغ
إيرادات العتبات المقدسة (العلبة المغلقة) وهل يبقى هذا الرقم سرا على
الرأي العام ؟ وهل كل ما يمسّ بالمصالح الاقتصادية لها ممنوع تداوله ؟
باستثناء ما تريده الحوزة ـ مبالغ إيرادات هيئة الحج لإغراض نقل الحجاج ـ
الرقم الإجمالي الذي صرف على وزارة الكهرباء منذ 2004 ـ الرقم الإجمالي
الذي صرف على أعمار بغداد من قبل أمانة بغداد ومجلس المحافظة ـ الرقم
المالي الذي صرف فقط على أعادة تأهيل مجاري بغداد - عدد المسؤولين
الحكوميين من أصول إيرانية ـ عدد الدرجات الخاصة والمؤسسات الأمنية الغير
مغطاة قانونيا ـ عدد أصحاب الجنسيات المزدوجة من المسؤولين ـ أعداد الشهداء
والمفقودين و الأرامل والأيتام والمهجريين في الداخل والخارج بسبب تداعيات
الاحتلال وأعمال الميليشيات المسلحة الطائفية ذات الأجندة الخارجية ـ نسبة
الأورام السرطانية بالعراق نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة دوليا في
احتلال العراق ـ أعداد السجون السرية والعلنية – أعداد المعتقلين بموجب
المادة العمومية 4 إرهاب ـ أعداد المزورين من المسؤولين ولا زالوا بمواقع
المسؤولية ـ أعداد المدراء العامين والمستشارين ووكلاء الوزراء والدرجات
الخاصة من أصحاب الدراسة الثانوية فما دون ـ نسبة النشاط الصناعي الوطني
العراقي ـ نسبة الفقر والبطالة بالعراق ـ كمية المخدرات الداخلة للعراق
سنويا من إيران ونسبة المصابين بمرض الايدز في ظل قيادة إسلامية ـ المبالغ
المصروفة من موازنة "الطوارىء" من قبل رئيس الوزراء ) هذه جزء من الأرقام
التي دمرت العراق بفعل الأسباب والمسببات والمضحك في حكومة الشراكة الوطنية
لايوجد تحديد لنوع السياسة لأن المتبع هو إلا سياسة بل عبارة عن نقاط قلقة
مضطربة متنقلة بحساب الزمن الثانية على دلالاتها النفعية . ولايوجد هناك
أي هامش للفضيلة أو الاخلاق، ومن حق المواطن العراقي ان يستمر في تظاهراته
واعتصاماته لوقف هذه الأرقام الفاسدة التي نهبت ثرواته وتحقيق طموحاته
الإنسانية والوطنية ، وتتحمل الكتل ذات الوزن الثقيل المسؤولية عن ما حصل
ويحصل بعراق اليوم ، ونذكر ان الإجابة على الأرقام أعلاه تفضح الواقع
المرير المسيطر التي تسعى الأطراف المستفيدة من استمرار هذا الواقع إلى
إخفائه أو تجميله أو تزويره ومهما يكن ستظهر عناوين الأرقام الحقيقية التي
تضر بمستقبل شعبنا وان عجلة التغيير دارت بفعل اعتصامات اليوم حتى تحقيق
الاستقلال السياسي والاقتصادي والشمس لا تغطى بغربال