إنها حياة اجتماعية في وسط قرية صغيرة تنبض فيها عروق الحياة
فيشاهدها كل عابر سبيل
فمنهم من يتوقف ليحط رواحله ليطّلع ما بداخلها
وقد يعجبه المقام في تلك القرية
فيقرر العيش فيها - لما يراه من ترحيب صادق وطيب الكلام ورفعة الأخلاق
تلك القرية وكأنها المدينة الفاضلة التي يحلم بها الحالمون
انك تتجوّل فيها بكل حرية ويسر ودون أن يرهقك التعب
وتستفيد ودون أي مقابل !!!
فترى كل ما تشتهيه نفسك من مختلف علوم المعرفة
الشعر – الأدب – القصص - الشريعة - الرياضة – الفكاهة – شئون الأسرة - السياحة – الأزياء -
العطور – الماكياج – الطبخ
انك تستطيع أن تتحاور مع جميع ساكنيها و تتبادل مختلف الآراء
انك تستطيع أن تحرّك مشاعر أهلها
ويستطيع أهلها أن يحرّكوا مشاعرك
انّك تستطيع أن تبتسم ! ولا يراك الآخرون
فيا لها من قرية آمنة - لا قتل فيها .. ولا أموال تسرق .. ولا أجساد تدهس
مما يجعلك تطيل العيش فيها حينا من الدهر
وقد يأتي يوما من الأيام فتغادر مجبرا ودون أن تودّع أهلها
حقا إنها قرية أغرب من الخيال
تعيش بداخلها – تتحادث مع أهلها .. تتحاور .. تتألم .. تعتبر .. تستفيد
ثم ترتحل والى الأبد .. !!!!
انك تغادر دون أن تصافحهم أو حتى تسمع أصواتهم
ودون أن ترى وجوههم أو تعرف حتى أسماءهم
إن الحزن ليتوغّل في داخل جسدي
حينما لا أستطيع أن أمد يد العون لتلك الوجوه الحزينة والنفوس الكئيبة
والتي أكلت وشربت معها بوجدانك وأحاسيسك الإنسانية
فلا نعلم عن حالها ولا عن أحوالها
وفي ظل هذا الواقع الإنساني في هذه القرية
أقول :
إن أقصى ما يستطيع المرء أن يفعله قبل أن يغادر تلك القرية
هو رفع الأكف إلى السماء
لنستغيث برب هذا الكون الفسيح
يا رب .... فرّج عن المهمومين في تلك القرية
والدعاء لمن سكنت معهم بالخير والصلاح..
هنا حاسب نفسك كيف تخرج وأنت ظلمت ؟؟؟
ولكن ..
الأيام دائرة وماقلته اليوم سيقال عنك غدا..
فأجعل ذكرك طيبا أينما حللت ..