منير الذي فقد زوجته يصرخ
صورة: (ح.م)
تشميع بيت الضحية، المتهمان في حالة فرار.. ومطالب بالكشف عن القتلة بسرعةلا زالت
قضية مقتل أم أمام ولديها بالعلمة ولاية سطيف تشغل الرأي العام، خاصة أن
الجريمة تمت بهمجية فاقت كل الحدود، والسؤال الذي حير الجميع: من يكون هذان
الشخصان اللذان أقدما بكل جرأة على قتل أم أمام طفليها بهذه الطريقة
البشعة؟!
الشرطة لا زالت تحقق في الجريمة وتبحث عن هوية المتهمين
اللذين لا زالا في حالة فرار. وقد تم أمس تشميع المنزل الذي شهد الحادثة
وشرعت الشرطة العلمية في تتبع الآثار، وبعيدا عن مجريات التحقيق التقينا
أمس الزوج منير الذي وجدناه منهكا لا يقدر حتى على الكلام، ورغم ذلك عاد
بنا إلى مجريات القضية مؤكدا بأنه خرج من منزله كالعادة قبل الساعة 06:00
صباحا وتوجه إلى محله بحي دبي، وقبل أن يشرع في العمل رن هاتفه النقال فلما
تفقده تبين أن المكالمة من عند زوجته لكن لما فتح الخط سمع صوت رجل يقول
له: الحق زوجتك إنها تموت. الرجل تزعزع ولم يفهم أي شيء، ودون تردد توجه
إلى سيارته وانطلق نحو المنزل، وقبل أن يصل كلمه جاره عن سماعه لصراخ
بمنزله، فازدادت حيرة الرجل، وعند وصوله إلى المنزل وجد الباب مغلقا ففتحه
بصفة عادية وصعد إلى الغرفة وحينها كانت مفاجأته كبيرة فلم يتمالك نفسه
عندما شاهد زوجته مغطاة برداء وسط بركة من الدماء وابناه
عبيد البالغ من العمر 5 سنوات ومريم البالغة من العمر
3 سنوات يلعبان بالقلم والأوراق.
بعدها نادى على جاره كي يساعده لأخذها إلى المستشفى، لكن لما اقترب منها
الجار أكد له بأن زوجته ماتت ولا طائل من أخذها إلى المستشفى، وهنا احتضن
الرجل ولديه وانفجر بالبكاء وراح يسأل طفليه ماذا حدث؟ فأخبره عبيد بأن
رجلين دخلا إلى البيت وضربا أمه وطعناها بـ"موس كبير"، وأما مريم فقالت له:
لقد غطوها بالرداء يا أبي ولم أفهم لماذا فعلوا ذلك؟ فالجريمة على بشاعتها
لا شاهد فيها إلا عبيد وأخته مريم، فقد تابعا المشهد من بدايته إلى نهايته
لكنهما لم يشهدا إلا بهذه الكلمات البسيطة. وحسب ما علمنا من منير فإن
الجيران سمعوا الصراخ وهناك جارة جاءته تبكي وتقول له:
سامحنا لقد سمعناها تنادينا وكل واحد باسمه لكن انقطع
الصراخ فجأة ولم نتمكن من إنقاذها.
منير حدثنا بحرقة ويقول: ليتهم أخذوا كل ما أملك وتركوا زوجتي وولدي
جانبا، بل ليتهم أبعدوا الولدين عن هذا المشهد الفظيع، وأخبرنا وهو يبكي
بأن زوجته قالت له منذ يومين بأنها تريد أن يختتن عبيد هذه الأيام وتقيم له
حفلا كبيرا.. الحديث مع منير كان مؤثرا للغاية وكل الذين كانوا
حولنا أجهشوا بالبكاء في انتظار كشف ملابسات هذه الجريمة
الغامضة.