ما حكم المواضيع
التي تتضمن دعاءا جماعيا لشخص متوفي مثلا او مريض؟
د. سعد بن مطر العتيبي
السؤال :
ما حكم المواضيع التي تتضمن دعاءا جماعيا لشخص متوفي مثلا او مريض؟
كأن يأتي عضوا معينا و يقول اني داع لفلان فامنوا.. بخلاف المواضيع الدعائية و
التي يطلب منها العضو الدعاء لنفسه او لقريبه؟
الجــواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
الملاحظ في المنتديات وجود أنواع من التفاعل مع المصائب التي تحل بأحد الأعضاء
أو بغيرهم من الناس الذين لهم مكانة عندهم ، كالأقرباء أو الأصدقاء أو رموز
الأمة .
والغالب من ذلك : فتح أحد الأعضاء موضوعا يتضمن خبراً بوقوع مصيبة من موت قريب
أو صديق ، أو مرض شخصٍ ، ويبتغي الكاتب من فتح الموضوع : الدعاء للمريض ،
والدعاء للميت بالمغفرة والرحمة أو أن يبيحه من يعرفه ، وذلك دون ذكر لدعاء
معين أو طلب التأمين على دعاء معين .
فهذا إن كان خبراً عن موت شخص ، فيرجى أن يكون ملحقا بالتعزية والتصبير
والمواساة ، إن كان الشخص ممن يعزى فيه ، والتعزية من الأمور المستحبة ، فيجوز
منه ما يجوز ويمنع منه ما لا يجوز .
وإن كان خبرا عن مرض شخص ، فإن كان من الأعضاء أو ممن لهم بهم معرفة مثلا ،
فيرجى أن يكون ملحقا بأحكام زيارة المريض ، أو بتذكير الآخرين بالدعاء له
بالشفاء ، طمعا في شفائه .
فما كان في معنى التعزية أو الزيارة ، فيرجى أن لا يكون به بأس إن شاء الله
تعالى ؛ فإن لذلك أثرا في نفس العضو إذا كان الميت قريبا له أو كان هو المريض ،
أو كان المريض قريبا له ، يشبه أثر التعزية في ميتٍ ، والدعاءَ لمريضٍ ؛ وينبغي
استحضار نية معنى التعزية أو الزيارة ، رجاء الأجر والثواب من الله تعالى .
وما قد يكتبه العضو من دعاء - مأثور أو غيره مما لا محظور فيه - لم يطلب منه ،
إنما هو من باب الإفصاح عن الدعاء الذي دعا به وقد يصحبه نية تعليم الأدعية
الشرعية لبقية الأعضاء من خلال ذلك الموضوع ؛ كما يتضمن في العادة نصائح
وتوجيهات شرعية للمريض أو لمن أصيب أحد من قرابته بمصيبة الموت ، وفي هذا من
نشر الخير ما لا يخفى على الإخوة في المنتديات ، فإن صحبته نية صالحة في هذه
المعاني فيرجى دخوله في أنواع القرب ؛ لدخوله في عموم ما ذكر من المعاني
المشروعة ، دون اعتقاد سنية صفة من صفاته بعينها .
وأما إذا أتى بدعاء معين ، وطلب من الأعضاء التأمين عليه ؛ فهذه صفة خاصة تحتاج
إلى دليل ؛ فلم يرد في موضوع الدعاء للميت أن يدعو أحد بدعاء معين ويؤمِّن
الآخرون ، حتى في صلاة الجنازة يكون الدعاء فرديا .
ومما يدل لذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي
الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد أو شابا ، ففقدها رسول الله صلى الله
عليه وسلم . فسأل عنها أو عنه ، فقالوا : مات . قال أفلا كنتم آذنتمونى . قال :
فكأنهم صغروا أمرها أو أمره . فقال : دلوني على قبرها فدلوه . فصلى عليها . ثم
قال : ( إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها . وإن الله عز وجل ينورها لهم
بصلاتي عليهم ) . ولم يَدْعُ لها صلى الله عليه وسلم دعاء جماعياً بل صلى عليها
صلاة الجنازة وانصرف ، فهذا هو السنة في ذلك ؛ فينبغي الحذر من عبادات إضافية
لا يكون لها أصل في الشرع .
وفيما له أصل مما يحتمل معنى التعزية المشروع أو الزيارة المشروعة غنية عن ما
لا أصل له في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن ما لا أصل له في هذا
الباب يكون داخلا في معنى البدعة ، والله تعالى أعلم .