ماعادت الأشياء تسعدنا !!
فى هذه الأيام أجد نفسى مضراً للوقف والتأمل
.. أنظر للوجه وللأماكن وللأشياء حولى ..
فأجد نفس الوجوه قد تغيرت ملامحها
ونفس الأماكن أصبحت موحشة
ونفس الأشياء لا طعم لها ماعادت تسعدنا أو ترضينا
.. فأسأل نفسى مالذى حدث ؟
وما الذى تغير وتبدل ؟
فيحتار خطارى ، فتشتد حالة الصراع بداخلى .
لقد تغير الزمان ولم يعد كما كنا نعشقه بطيبته وحنوه
.. وتغيرت خراطة الأما
كن
كأنها تعرضت لإنفجار كونى غير من تضارسها ..
فلم تعد نفس الأماكن التى كنا نسير فيها
وننظر إلى السماء ونحن مفعمين بالأحلام والطموحات والأمانى
لقد فقدت الكثير من الأشياء بريقها الذى كان يبهرنا
.. فلم تعد تلك الأشياء تعبر عنا
بعد أن فقدت أجمل معانيها فى داخلنا ،
بعد أن تنازلنا عن الكثير منها لنلعب أدواراً لا تناسبنا
بحجة الظروف التى نخضع لها حتى فقدنا هويتنا ،
وفقدنا معها شهية الحياة وأصبح الملل يحاصرنا .
لقد تلونت الوجوه من حولنا
وكثرت الأكاذيب وتعددت الأقنعة أمامنا وتشوهت النفوس ،
وماعادت لها وضوح
بعد أن أسودت النوايا
وأصبح كل واحداً منا يسبح فى فلكه رافعاً شعار
" أنا ومن بعدى الطوفان "
فإنهارت أبسط العلاقات الأنسانية التى كانت تجمعنا ،
لنبكى على زمن مضى وولى منا
كنا فيه كالبنيان يشد بعضه بعضاً ..
وأصبحت الفرقة تلعب دور البطولة فى حياتنا وأيامنا .
لقد فقدنا مشاعر الحب
التى كانت يوماً حصناً نواجه به الصعاب وتقلبات الزمن
حتى إننا أصبحنا خارج حدود إنسانيتنا ..
لقد بهتت ألوان الحياة
وتحطمت إحلامنا على جسر المطامع والأهواء
وعششت الأنانية والجحود فى داخلنا .
لقد امتلأت نفوسنا بالخوف والذل والمهانة والحزن
بعد أن تنازلنا عن مبادئنا وقيمنا
سعياً وراء سيل من المصالح والأغراض
التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ..
وتناسينا إن قيمة الأنسان أن يكون أنسان ،
وليس ألة تحركها الأغراض والماديات والأهواء .
والأن أستفيق من تأملاتى
شاهراً سيفى فى وجه هذا الواقع القبيح
الذى يحاصرنى وعقدت العزم والنية بألا أستسلم أبداً ..
وسأواصل أحلامى وسأمحو قبح الأشياء ..
وسأبحث عن لحظات توازن
ألجأ إليها لأنقذ نفسى من شبح الأحباط الذى يحتلنى
.. سأبحث عن لحظات سعادة ربما أسرقها
أو حتى أغتصبها لأعيش معها ..
وسأفتح صفحة جديدة مع الأيام بالحب والأمل ..
فالحياة تفتح زراعيها لمن يحتضنها .
من يريد مصاحبتي بحثاً عن الحياة التي ننشدها؟؟