النباتات الداخلية تكسر روتين المكاتب كثيرا ما يعاني بعض الأفراد من مشاكل صحية
متلاحقة في بيئة العمل، نظرا لطبيعة المباني الحديثة المغلقة تماما من
تجديد أجوائها الداخلية، وما تبثه العديد من الأجهزة من موجات وأشعة
تتلقفها أجسادهم الأمر الذي يشكل في نهاية الأمر حملا ثقيلا من الآلام
والضغوط النفسية، هذه المنغصات ربما تذوب عندما تضع النبتة أقدامها على
عتبة العمل بحسب العديد من البحوث والدراسات، التي أكدت مدى إيجابية
النباتات الداخلية في خلق بيئة صحية وجمالية في محيط العمل.
يقول الخبراء إن النباتات بوجه عام من
المفردات الحية التي لا يمكن أن نبخس دورها وتأثيرها الفعال في حياتنا
اليومية، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى اقتناء هذه الشتلات التي أصبحت جزءا
من المكان الذي نعيش فيها، فوجود النباتات في محيط العمل وفي ردهات
المكاتب، يتدفق في النفس إحساسا بالراحة والحيوية والنشاط.
كما أنها تعمل على خفض مستويات الصوت وتساهم
في تحسين مستويات التفكير والتركيز، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية وخاصة
مع أولئك الذين يعملون مع أجهزة الكمبيوتر، حيث أشارت بعض البحوث والدراسات
إلى إيجاد بيئة خضراء يعني محيط عمل صحيا ومثاليا، لعطاء الفرد. نظرا
لكونها تعمل على تجديد الهواء من خلال امتصاص الغازات المنبعثة من المواد
البلاستيكية في المكان، إلى جانب التيارات المنبعثة من الالكترونيات
والأجهزة، وتعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين، ووجود
النباتات الداخلية في محيط المكاتب أيضا يعمل على خفض مستويات التوتر
والضغوط النفسية الذي قد يتعرض له الموظف.
وأسس توزيع هذه النباتات في ردهات المكتب
إنما يتطلب الوقوف من قبل المتخصصين في النباتات الداخلية وانتقاء النباتات
الداخلية بحيث تتلاءم بطبيعتها مع ظروف المكان الذي ستشغله، من حيث درجة
احتياجاتها للضوء، فكل أطياف النباتات الداخلية الواسعة تصلح أن تكون جزءا
من ديكور المكاتب، وتعيش في ثناياه، فيمكن أن توزع هذه النباتات في المداخل
والممرات الميتة التي يمكن أن تنبض فيها الحياة بوجود عدد من النباتات
المتكررة، التي تتلاءم مع مساحة الممر ومدى اتساعه. إلى جانب وضع بعض
الأحواض النباتية في الأركان، وفي غرف الاجتماعات، ويمكن أن نستقبل به
الزوار والمراجعين، في غرف الاستقبال والانتظار.
يجب انتقاء النباتات بأحجام مناسبة للمكان
بحيث لا تعيق العمل، ولا تحجب أو تغطي على مكتب الموظف. ولابد أن تتناسق
وتتناغم مع مفردات ديكور المكاتب. وما يميز نباتات الزينة في المنزل عن
العمل هو الإناء الذي يحتضنها، والتي عادة ما تكون من الاستنستيل، واللون
الأبيض والأسود، الخالية من النقوش والزخارف، حيث تسير على نمط الديكور
الحديث وهو النمط السائد في المكاتب. كما نجد الأصيص البلاستيكي وهو متوفر
بشكل كبير وخفيفة الوزن نوعا ما، فيجب انتقاء الحجم الملائم لنمو النبتة
بحيث لا يضيق عليها الوعاء مستقبلا ويجب أن يمتاز الوعاء بوجود ثقوب لتصريف
الماء الزائد وللتهوية.