راوي الحديث
ابن عباس رضي الله عنه
ويسأل سائل عن حديث : " اتقوا بيتاً يقال له الحمام " فقالوا : يا رسول الله ! إنه يذهب بالدرن ، وينفع المريض . قال : " فمن دخله فليستتر " هل هذا الحديث صحيحٌ ، فإن كان كذلك فهل لا يجوز أن أدخل حمام بيتى ؟!
هذا حديث منكر والصواب فيه الإرسال
والجواب . أن هذا حديث منكر والصواب فيه الإرسال .
فأخرجه البزار ( ج1/ رقم 319 ) ، والبيهقى ( 7/309 ) من طريق يوسف بن موسى ثنا يعلى بن عبيد ، ثنا سفيان ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس مرفوعاً : " احذروا بيتاً .. إلخ " قال البزار : " وهذا رواه الناس عن طاووس مرسلاً ، ولا نعلم أحداً وصله إلا يوسف ، عن يعلى ، عن الثورى " .
ويعلى بن عبيد متكلم فى خصوص روايته عن الثورى ، وقد خالفه أبو نعيم الفضل بن دكين وهو ثقة ثبت فرواه عن سفيان ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً . قال البيهقى : " رواه الجمهور عن الثورى على الإرسال وكذلك رواه أيوب السختيانى وسفيان ابن عيينة وروح بن القاسم وغيرهم عن ابن طاووس مرسلاً وكذلك رجح أبو حاتم الرازى الإرسال كما في " العلل " ( 2209 ) لولده عبد الرحمن .
وأخرجه الطبرانى فى " الكبير " ( ج 11/رقم 10932 ) ، والحاكم ( 4/288 ) من طريق عبد العزيز بن يحيى الحرانى ، ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق ، عن السختيانى ، عن طاووس ، عن ابن عباسٍ مرفوعاً : " اتقوا بيتاً .. إلخ " وقال الحاكم : " صحيحٌ على شرط مسلمٍ " ووافقه الذهبى !
وليس كما قالا ، ومحمد ابن إسحاق لم يحتج به مسلم ، ثم هو مدلسٌ وقد عنعنه ، وقد خالفه الفحول فأرسلوه كما تقدم .
وعبد العزيز بن يحيى الجرانى وإن كان ثقة ، فهو ليس من رجال مسلمٍ والله أعلم .
أما توهم السائل أن الحمام فى الحديث هو الحمامات التى في الدور الآن ، فليس كذلك ، فإن الحمامات لم تكن آنذاك في البيوت ، بل كانت فيما يشبه الآن الميادين العامة .
والله الموفق لا رب سواه . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وآله وصحبه .
المصدر
_______
الشيخ ابي اسحاق الحويني