مخاطر الخوف
هنالك تقليد خاص
يتبعه الهنود
الذين نزحوا إلى أمريكا في أوائل تأسيسها,
وهذا التقليد خاص بتدريب الشباب الصغير الشجاعة ..
ففي عيد ميلاد الولد الثالث عشر،
وبعد تدريبه على مهارات الصيد و القتال،
يؤخذ الولد معصوب العينين إلى غابة بعيدة
ليؤدي فيها آخر اختبار للشجاعة وهزيمة الخوف ..
وهناك، وبعد حلول الظلام ترفع العصابة عنه،
ويترك وحيدا ليمضي الليل كله وسط الغابة الموحشة الرهيبة ..
ليلة كاملة من الرعب يقضيها،
متوقعا هجوم الحيوانات المفترسة القاتلة،
و الثعابين السامة و الحشرات المميتة ..
وبعد ليلة، تعبر كأنها الدهر،
ومع خيوط أول ضوء للشمس،
يكتشف الولد الصغير شخصا واقفا قريبا منه،
قضى الليل كله معه دون أن يدري..
هل تعلم من هو هذا الشخص؟
أنه والده،
الذي سهر الليل بطوله ليحرس ابنه الوحيد
من الخطر ويدفع عنه كل سوء، ليتأكد من شجاعته،
ويقلده وسام النصر و القوة،
وكل هذا دون أن يراه ابنه أو يشعر بوجوده ..
هذه هي قصة الخوف في حياتنا ..
نمضي الحياة بأكملها في مخاوف متتالية،
بسبب عيوننا المغلقة عن رؤية إلهنا الحنون،
وهو يحرسنا لحظة بلحظة
ليل الشك يعمينا، و الخوف يسدل ستائره على عقولنا،
فلا نرى أبونا الغالي يقيم بجوارنا، أقرب إلينا من أنفسنا،
يؤمن حياتنا بالكامل، ويحتضننا العمر كله
منقووووووول