المصابون بمرض الصدفية معرضون للإصابة بعدة أمراض ومشاكل عضوية منها ما قد يكون خطيرا على صحة المريض.
العلاقة بين الصدفية والتهاب المفاصل:
يعاني خمس مرضى الصدفية من التهاب المفاصل وقد يكون هذا الاتهاب شديدا لدرجة تعيق الحركة وعادة ما تصيب المفاصل الطرفية مثل مفاصل الأصابع والركب وقد تصيب أي مفصل آخر بلا استثناء ومن المفاصل التي تصاب بالصدفية كذلك فقرات العمود الفقري. لذلك عند حدوث آلام في المفاصل ينبغي اخبار الطبيب المعالج لاتخاذ اللازم. وقد تصيب الصدفية باطن القدم وكذلك اوتار الكاحل وتكون على شكل آلام في باطن القدم وكذلك في اوتار الكاحل.
العلاقة مع الأمراض الجلدية:
تقل نسبة حدوث امراض حساسية الجلد في الأشخاص المصابين بالصدفية ويعود ذلك الى اختلاف الآلية المسببة لكل من المرضين وذلك مقارنة مع الاشخاص الطبيعيين. فنسبة التهاب الجلد التأتبي (الاكزيما)، الربو والشرى (الارتكاريا) تكون بنسبة اقل من اقرانهم. وقد وجد في أحد الدراسات ان احتمالية حساسية الجلد التأتبي في مرضى الصدفية أقل بخمسين ضعف من الأشخاص الطبيعيين.
وتجدر الإشارة إلى ان التهاب الجلد الدهني (الاكزيما الدهنية) والتي عادة ما تكون على شكل بقع فاتحة اللون وتميل الى اللون الأحمر وتصيب فروة الرأس، والوجه والأذنين وثنيات الجسم قد تكون مشابهة لمرض الصدفية ولذلك فهناك من يعتقد ان هذين المرضين يمثلان الشيء نفسه ولكن بدرجة حدة متفاوتة.
الأمراض المعدية:
نادرا ما يصاب جلد مريض الصدفية بعدوى في المناطق المصابة بالصدفية، بعكس مريض حساسية الجلد التأتبي حيث تتكرر العدوى في المناطق المصابة. ذلك يعود لوجود غزارة بالمواد الجلدية الدفاعية مما يزيد المناعة ضد الكثير من الأمراض الجلدية المعدية.
العلاقة بين الصدفية والالتهابات الفطرية معقدة وذلك بسبب حدوث الصدفية في الاماكن التي تكثر بها الفطريات (ثنيات الجسم) ولذلك يهدف علاج الصدفية في هذه المناطق على القضاء عليهما جميعا. وعادة ما تصيب الصدفية الأظافر ومما يجعلها اكثر عرضة للإصابة بالفطريات لذلك ينبغي عمل مزرعة لجميع مرضى الصدفية للتأكد من خلو الأظافر من التهابات فطرية ممكن ان تعالج.
الأمراض السرطانية:
لوحظ بمرضى الصدفية الشديدة جدا تزايد طفيف بنسبة الإصابة بالأمراض السرطانية بالأخص سرطان الغدد اللمفاوية وقد يعود ذلك لزيادة الخلايا المناعية المسببة لمرض الصدفية ولكن هذا الشيء ينطبق على الحالات المتقدمة والشديدة ولا ينطبق على الكثير بل معظم الحالات.
الصدفية مع الأمراض العضوية الداخلية:
أمراض القلب والأوعية الدموية:
عندما تكون اصابة الصدفية شديدة تتزايد نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (جلطة عضلة القلب، جلطة أوعية الدماغ، أمراض الشرايين الطرفية). وتتضاعف الإصابة بجلطات عضلة القلب في مرضى الصدفية الشديدة إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالأشخاص الطبيعيين. ذلك يعود لزيادة نشاط بعض الخلايا المناعية وكذلك ارتباط الصدفية بداء السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وهو ما يسمى بمتلازمة الأيض.
الصدفية وامراض الكبد:
مرض الكبد الدهني يتزايد حدوثه لدى مرضى الصدفية ولكن معظم هذه الدراسات من المجتمعات الغريبة التي يكثر بها تناول الكحول وقد لوحظ ان مرضى الصدفية في الغرب يتعاطون الكحول بنسبة اكثر من غيرهم ومن هذا المنطلق تزيد نسبة ترسبات الدهون في الكبد في هؤلاء الأشخاص ولا ننسى كذلك انتشار مرض السمنة والسكر وهما عاملان مهمان للترسبات الدهنية في الكبد.
مرض كرونز Crohn's disease
نسبة حدوث الصدفية في مرضى كرونز اكثر من اقرانهم وذلك بسبب تقارب بين الجينين المسببين لكلا المرضين. وكذلك لان الخلل المناعي المسبب لكلا المرضين مشترك.
الصدفية والاكتئاب:
مرض الصدفية مرض مزمن قد يؤثر سلبا على نمط حياة المريض خاصة من ناحية نفسية واجتماعية وذلك لأنه يكون ظاهرا للعيان. ومن ذلك قلت الثقة بالنفس والاضطرابات المتكررة في المزاج. يتكرر تعرض مرضى الصدفية بالاكتئاب ففي احدى الدراسات وجد أن ما يقارب 25% من المرضى مصابون باكتئاب مزمن. وفي دراسة اخرى لوحظ تحسن كبير في المزاج حينما يتم علاج صدفية المرضى المصابين. ويتضح مما سبق ان مرض الصدفية ليس مرضاً جلدياً وحسب وإنما يتعدى ذلك ولذلك التشخيص الصحيح والعلاج المناسب يحد من مشاكل كثيرة.