إن إشاعة أخبار الأفراد السيئة أو تجريحهم يترك المجال واسعًا بعد ذلك لتجريح كل أفراد المجتمع، فتصبح الجماعة بمجموعها ذات سمعة ملوثة وكل فرد فيها مهددا بلاتهام، وفوق ذلك فإن اطراد التهم يوحي بأن جو الجماعة ملوث، وصفها غير نظيف، وجوها آسن، وبعد ذلك تهون التهم في حس الأفراد، وتقل بشاعتها بكثرة الترداد، والجماعة المسلمة
لا تخسر بالسكوت عن تهمة غير محققة، كما تخسر بشيوع الاتهام والترخيص فيه، وعدم التحرج من الإذاعة به، وتحريض الكثير من المتحرجين على ارتكاب الفعلة التي كانوا يستقذرونها، ويظنون أنها ممنوعة أو نادرة الوقوع وفوق ذلك الآثار المترتبة عليها في حياة الناس.
روى أبو داود أن عقبة بن عامر رضي الله عنه كان له كاتب، وكان جيران هذا الكاتب يشربون الخمر
فقال يومًا لعقبة: إنَّ لنا جيرانًا يشربون الخمر، وسأبلغ الشرطة ليأخذوهم،
فقال له عقبة: لا تفعل وعِظْهُمْ،
فقال الكاتب: إني نهيتهم فلم ينتهوا، وأنا داعٍ لهم الشرطة.
فقال عقبة: رضي الله عنه ويحك؛ لا تفعل فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: منْ رَأَى عَوْرَةً فَسَتَرَهَا, كَانَ كَمَنْ أَحْيَا مَوْءُودَةً مِنْ قَبْرِهَا)). [أخرجه الإمام أحمد في مسنده]
ورد أن سيدنا عمر رضي الله عنه جلس بين مجموعة من أصحابه، فأخرج أحد الحاضرين ريحًا، فأراد عمر أن يأمر صاحب ذلك الريح أن يقوم فيتوضأ
فقال جرير بن عبد الله رضي الله عنه لعمر: يا أمير المؤمنين، أو يتوضأ القوم جميعًا؟
فسُرَّ عمر بن الخطاب من رأيه وقال له: رحمك الله نِعْمَ السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام.
ومن قصص الستر ما رواه أحمد بن مهدي قال: جاءتني امرأة ببغداد، ليلة من الليالي، فذكرت أنها من بنات الناس،
وقالت: أسألك بالله أن تسترني
فقلت: وما محنتك؟
قالت أكرهت على نفسي، وأنا الآن حامل، وقد توقعت فيك النجدة والشهامة والستر،
فذكرت لكل من يعرفني أنك زوجي، وأن ما بي من حمل إنما هو منك، فأرجوك لا تفضحني، استرني سترك الله عز وجل.
سمعت كلامها وسكت عنها، ثم مضت
وبعد فترة وضعت مولودًا، ففوجئت بإمام المسجد يأتي إلى داري، ومعه مجموعة من الجيران يهنئونني، ويباركون لي بالمولود.
فأظهرت لهم الفرح والتهلل، ودخلت حجرتي، وأتيت بمائة درهم، وأعطيتها للإمام
قائلاً: بشرك الله بالخير، أنت تعرف أنني قد طلقت تلك المرأة، غير أنني ملزم بالنفقة على المولود، وأرجوك أن تعطي هذه المائة للأم، كي تصرف على ابنها، وسوف أتكفل بمثلها مع مطلع كل شهر، وأنتم شهود على ذلك.
واستمررت على هذا المنوال بدون أن أرى المرأة ومولودها! وبعد ما يقارب من عامين توفي المولود، فجاءني الناس يعزونني، فأظهرت لهم التسليم بقضاء الله وقدره، ويعلم الله أن حزنًا عظيمًا قد تملكني؛ لأنني تخيلت المصيبة التي حلت بتلك الأم المنكوبة.
وإذا بباب داري يقرع، في ليلة من الليالي، فلما فتحت الباب، لأفاجأ بالمرأة ومعها صرة ممتلئة بالدراهم، وقالت لي وهي تبكي: هذه هي الدراهم التي كنت تبعثها لي كل شهر مع إمام المسجد، سترك الله كما سترتني.
حاولت أن أرجعها لها، غير أنها رفضت، ومضت في حال سبيلها. وما هي إلاّ سنة وإذا بها تتزوج من رجل مقتدر وصاحب فضل، أشركني معه في تجارته وفتح الله عليّ بعدها أبواب الرزق من حيث لاأحتسب.
تعليق: هذا حالهم رحمهم الله ، شهامة ونخوة ورجولة وستر ،، ممتثلين حديث نبينا الكريم ، من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة
فما بالنا اليوم اصبح بعضنا خاليا من كل شهامة و كرامة ورجولة ، يتسابق مع أمثاله لإلتقاط مقطع فضيحة ويسرع ليوزعه عبر البلوتوث والإنترنت واليوتيوب ويفاخر بانه من صوره ومن وزعه ولا يدري المسكين بان عليه أثم تصويره وتوزيعه واثم كل من شاهده ، ففعله ذاك والله لا من الإسلام ولا من الشهامة ولا من الرجولة في شئ
فمن تجرأ على الناس تجرأ الناس عليه ومن فضح مؤمنا فضحه الله فى قعر بيتة ابعد عن الاعراض تسلم اجتنب المحارم لا تهلك استر يسترك الله