سورة الْنَّحْل 16/114
سبب التسمية :
سميت هذه السورة الكريمة " سورة النحل " لاشتمالها على تلك العبرة البليغة
التي تشير إلى عجيب صنع الخالق وتدل على الألوهية بهذا الصنع العجيب .
التعريف بالسورة :
1) مكية .ماعدا من الآية 126إلى الآية 128 " فمدنية .
2) من المئين .
3)آياتها 128 آية .
4) ترتيبها السادسة عشرة .
5) نزلت بعد سورة الكهف .
6) بدأت السورة بفعل ماضي " أتى " ، السورة بها سجدة في الآية رقم 50.
7) الجزء " 14 " ، الحزب " 27 ، 28 " ، الربع " 3،4،5،6،7،8 " .
محور مواضيع السورة :
سورة النحل من السور المكية التي تعالج موضوعات العقيدة الكبرى
الالوهية والوحي والبعث والنشور وإلى جانب ذلك تتحدث عن دلائل
القدرة والوحدانية في ذلك العالم الفسيح في السموات والارض والبحار
والجبال والسهول والوديان والماء الهاطل والنبات النامي والفلك التي
تجري في البحر والنجوم التي يهتدي بها السالكون في ظلمات الليل
إلى آخر تلك المشاهد التي يراها الانسان في حياته ويدركها بسمعه
وبصره وهي صور حية مشاهدة دالة على وحدانية الله جل وعلا وناطقة
بآثار قدرته التي أبدع بها الكائنات .
سبب نزول السورة :
1) قال ابن عباس : لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى " اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ
" قال الكفار : بعضهم لبعض إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكوا
عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن فلما رأوا أنه لا ينزل
شئ قالوا ما نرى شيئا فأنزل الله تعالى " اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ
فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ " فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة فلما امتدت الايام
قالوا : يا محمد ما نرى شيئا مما تُخَوِّفنا به فأنزل الله تعالى " أَتَى
أمرُ اللهِ " فَوَثَبَ النبيُّ ورفع الناس رؤوسهم فنزل "فَلا تَسْتَعْجِلُوه "
فَاطْمَأنوا فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله : بعثت أنا والساعة كهاتين
وأشار بإصبعه إن كادت لتسبقني وقال الآخرون الأمر ها هنا العذاب بالسيف
وهذا جواب للنضر بن الحارث حين قال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك
فأمطر علينا حجارة من السماء يستعجل العذاب فأنزل الله تعالى هذه الآية .
2) نزلت الآية في أُبيّ بن خلف الجمحي حين جاء بعظم رميم إلى رسول الله
فقال يا محمد أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رمم نظير هذه الآية قوله تعالى
في سورة "يس" أَو لَمْ يَرَ الإنسانُ أنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُطْفَةٍ فَإذا هُوَ خَصيمٌ مُبين
" إلى أخر السورة نازلة في هذه القصة " .
3) نزلت في اصحاب النبي بمكة بلال وصهيب وخباب وعامر وجندل بن صهيب
أخذهم المشركون بمكة فعذَّبوهم وآذوهم فبوَّأهم الله تعالى بعد ذلك المدينة
سورة الإسْرَاء 17/114
سبب التسمية :
سميت السورة الكريمة " سورة الإسراء " لتلك المعجزة الباهرة معجزة
الإسراء التي خصَّ الله تعالى بها نبيه الكريم .
التعريف بالسورة :
1) مكية .ماعدا الآيات " 26 ، 32 ، 33 ، 57 ، ومن الآية 73 : 80 " فمدنية .
2) من المئين .
3) آياتها 111 آية .
4) ترتيبها السابعة عشرة.
5)نزلت بعد سورة "القصص" .
6) تبدأ باسلوب ثناء ، تبدأ بالتسبيح ، بها سجدة في الآية " 109 " .
7)الجزء " 15 "، الحزب " 29 ، 30 " ، الربع " 1، 2، 3 ، 4، 5، " .
محور مواضيع السورة :
سورة الإسراء من السور المكية التي تهتم بشئون العقيدة شأنها
كشأن سائر السور المكية من العناية بأصول الدين الوحدانية والرسالة
والبعث ولكن العنصر البارز في هذه السورة الكريمة هو شخصية
الرسول وما أيَّدَهُ الله به من المعجزات الباهرة والحجج القاطعة الدَّالَّة
على صدقه عليه الصلاة والسلام .
سبب نزول السورة :
1) عن عبد الله قال :جاء غلام إلى رسول الله فقال إن أمي تسألك
كذا وكذا فقال :ما عندنا اليوم شئ قال :فتقول لك اكسني قميصك
قال :فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس في البيت حاسرا فأنزل الله
سبحانه وتعالى (ولا تَجْعَل يَدَكَ مَغْلُولةً إِلى عُنُقِكَ ولاَ تَبْسُطْهَا كَلَّ البَسْط)ِ
الآية وقال جابر بن عبد الله : بينا رسول الله قاعدا فيما بين أصحابه أتاه
صبي فقال : يا رسول الله إن امي تستكسيك درعا ولم يكن عند رسول
الله إلا قميصه فقال للصبي :من ساعة إلى ساعة يظهر يعني وقتا آخر
فعاد إلى أمه فقالت :قل له إن أمي تستكسك القميص الذي عليك فدخل
رسول الله داره ونزع قميصه وأعطاه وقعد عريانا فاذن بلال للصلاة
فانتظروه فلم يخرج فشغل قلوب الصحابة فدخل عليه بعضهم فراه
عريانا فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية .
2) عن ابي جعفر محمد بن علي أنه قال لم كتمتم " بسم الله الرحمن الرحيم "
فنعم الاسم والله كتموا فإن رسول الله كان إذا دخل منزله اجتمعت عليه
قريش فيجهر بسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها فتولي قريش فرارا
فأنزل الله هذه الآية .
3) نزلت في عمر بن الخطاب وذلك أن رجلا من العرب شتمه فأمره الله تعالى
بالعفو وقال ال***ي كان المشركون يؤذون أصحاب رسول الله بالقول والفعل
فشكوا ذلك إلى رسول الله فأنزل الله تعالى هذه الآية .
فضل السورة :
1) عن عائشة قالت كان رسول الله يقرأ كل ليلة ببني اسرائيل والزمر .
2) عن أبي عمرو الشيباني قال صلى بنا عبد الله الفجر فقرأ بسورتين
الآخرة منهما بني إسرائيل .
سورة الْكَهْف 18/114
سبب التسمية :
سميت سورة الكهف لما فيها من المعجزة الربانية في تلك القصة
العجيبة الغريبة قصة أصحاب الكهف .
التعريف بالسورة :
1) مكية .عدا الآية 38 ، ومن الآية 86 إلى 151 فمدنية .
2)من المئين .
3) عدد آياتها .110 آية .
4) ترتيبها الثامنة عشرة .
5) نزلت بعد سورة " الغاشية " .
6) تبدأ باسلوب الثناء ، بدأت بالحمد لله ، تحدثت السورة
عن قصة ذي القرنين وسيدنا موسى والرجل الصالح .
7) الجزء " 16 " ، الحزب " 30،31 " ، الربع " 1 ، 2" .
محور مواضيع السورة :
سورة الكهف من السور المكية وهي إحدى سور خمس بُدِئت بـ " الحمد لله "
وهذه السور هي الفاتحة ، الأنعام ، الكهف ، سبأ ، فاطر " وكلها تبتدئ
بتمجيد الله جل وعلا وتقديسه والاعتراف له بالعظمة والكبرياء والجلال والكمال" .
سبب نزول السورة :
1) عن ابن عباس قال اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام
والنضر بن الحارث وأمية بن خلف والعاص بن وائل والاسود بن المطلب وابو
البختري في نفر من قريش وكان رسول الله قد كَبُرَ عليه ما يرى من خلاف
قومه إياه وإنكارهم ما جاء به من النصيحة فأحزنه حزنا شديدا فأنزل الله
" فلعلك باخع نفسك ".
2) عن سلمان الفارسي قال جاءت المؤلفة القلوب إلى رسول الله عيينة
بن حصن والاقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إنك لو جلست
في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذر
وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف لم يكن عليهم غيرها جلسنا
اليك وحادثناك وأخذنا عنك ؛فأنزل الله تعالى( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إليكَ مِن
كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَع الذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ _حتى بلغ _إِنَّا اعْتَدْنَا لِلظَالِمِينَ
نَارًا )يتهددهم بالنار فقام النبي يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر المسجد
يذكرون الله تعالى قال :الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي
مع رجال من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات .
3) عن ابن عباس في قوله تعالى( ولاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا )قال
نزلت في امية بن خلف الجمحي وذلك أنه دعا النبي إلى أمر كرهه من تحرد
الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة فأنزل الله تعالى( ولاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا
قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ) يعني من ختمنا على قلبه عن التوحيد واتبع هواه يعني الشرك .
4) قال قتادة :إن اليهود سألوا نبي الله عن ذي القرنين فأنزل الله تعالى هذه الآية .
فضل السورة :
1) عن أبي الدرداء عن النبي قال : من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف
عُصِمَ من فتنة الدجال .
2) عن أبي العالية قال قرأ رجل سورة الكهف وفي الدار دابة فجعلت تنفر
فينظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته فذكر للنبي قال : اقرأ فلان فإنها
السكينة نزلت للقرآن .
3) عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله " من قرأ من سورة الكهف
عشر آيات عند منامه عُصِمَ من فتنة الدجال ومن قرأ خاتمتها عند رقاده كان
له نورا من لَدُنْ قرنِهِ إلى قدمِهِ يومَ القيامة .
سورة مَرْيَم 19/114
سبب التسمية :
سميت سورة مريم تخليداً لتلك المعجزة الباهرة في خلق إنسان بلا أب ثم
إنطاق الله للوليد وهو طفل في المهد وما جرى من أحداث غريبة رافقت
ميلاد عيسى .
التعريف بالسورة :
1) مكية . ماعدا الآيتان "58 ، 71 " فمدنيتان .
2)من المثاني .
3) آياتها 98 آية .
4) ترتيبها التاسعة عشرة .
5) نزلت بعد سورة " فاطر " .
6) تبدأ بحروف مقطعة " كهيعص " . ذكرت السورة اسم المرأة الوحيدة
في القرآن وهي السيدة مريم . السورة بها سجدة في الآية 58 .
7) الجزء " 16 " ، الحزب " 31 " ، الربع " 2،3،4 " .
محور مواضيع السورة :
سورة مريم مكية وغرضها تقرير التوحيد وتنزيه الله جل وعلا عما لا يليق
به وتثبيت عقيدة الإيمان بالبعث والجزاء ومحور هذه السورة يدور حول
التوحيد والإيمان بوجود الله ووحدانيته وبيان منهج المهتدين ومنهج الضالين .
سبب نزول السورة :
عن قتادة قال جاء الغلمان إلى يحيي بن زكريا فقال: مَالِلعَبِ خُلقْتُ قال
فأنزل الله " وَأتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبيَّا " .
1) عن ابن عباس قال قال رسول الله: يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر
مما تزورنا قال فنزلت (وما نتنزل إلا بأمر ربك )الآية كلها قال كان هذا
الجواب لمحمد رسول اللهرواه البخاري .
2) وقال عكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل وال***ي احتبس جبريل حين
سأله قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح فلم يدر ما يجيبهم
ورجا أن يأتيه جبريل بجواب فسألوه فأبطأ عليه فشقَّ على رسول الله
مشقة شديدة فلما نزل جبريل عليه السلام قال له أبطأت عليّ حتى ساء ظني
واشتقت إليك فقال : جبريلإني كنت إليك أشوق ولكني عبد مأمور إذا بعثن
نزلت وإذا حبست احتبست فأنزل الله تعالى( وما نتنزل الا بامر ربك ).
فضل السورة :
1) عن أم سلمة أن النجاشي قال لجعفر بن أبي طالب :هل معك مما جاء به
يعني رسول الله من الله من شئ ؟ قال : نعم فقرأ عليه صدرا من " كهيعص "
فبكى النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفه حتى أخضلوا مصاحفهم حين
سمعوا ما تُلِي عليهم ثم قال النجاشي : إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاه واحده
سورة طَه 20/114
سبب التسمية :
سميت سورة طه وهو اسم من أسمائه الشريفة عليه الصلاة
والسلام تطييبا وتسلية لفؤاده عما يلقاه من صدود وعناد
ولهذا ابتدأت السورة بملاطفته بالنداء " طه ما أنزلنا عليك
القران لتشقى " .
التعريف بالسورة :
1) مكية .. ماعدا الآيتان " 130 ، 131 " فمدنيتان ،
2) من المثاني .
3) عدد آياتها .135 .
4) ترتيبها العشرون .
5) نزلت بعد سورة " مريم ،اسم السورة طه وهو أحد
أسماء الرسول ".
6) السورة بدأت بالحروف المقطعة " طه " .
7) الجزء " 16 " ، الحزب " 32 " ، الربع " 5،6،7،8 " .
محور مواضيع السورة :
سورة طه مكية وهي تبحث عن نفس الأهداف للسور المكية
وغرضها تركيز أصول الدين التوحيد والنبوة والبعث والنشور .
سبب نزول السورة :
1) قال مقاتل قال أبو جهل والنضر بن الحرث للنبي إنك لتشقى
بترك ديننا ؛ وذلك لما رأياه من طول عبادته واجتهاده فأنزل الله
تعالى هذه الآية .
2) عن الضحاك قال لما نزل القرآن على النبي قام هو وأصحابه
فصلوا فقال كفار قريش :ما أُنزِلَ الله تعالى هذا القرآن على محمد
إلا ليشقى به فأنزل الله تعالى (طَه ـ يقول يا رجل ـ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيكَ
القُرْآنَ لِتَشْقَى) .
3) عن الحسن قال : لطم رجل امرأته فجاءت إلى النبي بينهما القصاص
فأنزل الله " ولاَ تَعْجَلْ بِالقُرْآن مِن قَبل أنْ يٌقْضَي إليكَ وَحْيُه وقل ربي
زدني علما " فوقف النبي حتى نزلت " الرجال قوامون على النساء " .
فضل السورة :
1) عن ابن عباس أن رسول الله قال : " أُُعطيتُ السورة التي ذكرت
فيها الأنعام من الذكر الأول وأُعطيت طه والطواسين من ألواح موسى
وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش وأعطيت المفصل
نافلة ".
2) عن أبي إمامة أن النبي قال " كل قرآن يُوضَع على أهل الجنة
فلا يقرؤون منه شيئا إلا طه ويس فإنهم يقرؤون بهما في الجنة"
سورة الأنبياء 21/114
سبب التسمية :
سميت " سورة الأنبياء " لأن الله تعالى ذكر فيها جملة من الأنبياء
الكرام في استعراض سريع يطول أحيانا ويَقْصُر أحيانا وذكر جهادهم
وصبرهم وتضحيتهم في سبيل الله وتفانيهم في تبليغ الدعوة لإسعاد
البشرية .
التعريف بالسورة :
1) مكية .
2) من المئين .
3) عدد آياتها .112 .
4) ترتيبها الحادية والعشرون .
5) نزلت بعد سورة " ابراهيم " .
6) بدأت السورة بفعل ماضي " اقترب " .
7) الجزء " 17 " ، الحزب " 33 " ، الربع " 1،2،3،4" .
محور مواضيع السورة :
هذه السورة مكية وهي تعالج موضوع العقيدة الاسلامية
في ميادينها الكبيرة : الرسالة ،الوحدانية ،البعث والجزاء
وتتحدث عن الساعة وشدائدها والقيامة وأهوالها وعن
قصص الأنبياء والمرسلين .
سبب نزول السورة :
عن ابن عباس قال :آية لا يسألني الناس عنها لا أدري
أعرفوها فلم يسألوا عنها أو جهلوها فلا يسألون عنها
قال: وما هي ؟ قال: لما نزلت (إِنَّكُم وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ
اللَّهِ حَصَب جَهَنَّمَ أَنْتُم لَهَا وَارِدُون )شَقّ على قريش فقالوا
أيشتم آلهتنا ؟ فجاء ابن الزبعري فقال :ما لكم قالوا يشتم
آلهتنا قال :فما قال قالوا قال إِنَّكُم وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
حَصَب جَهَنَّمَ أَنْتُم لَهَا وَارِدُون ) قال :ادعوه لي فلما دعي النبي
قال : يا محمد هذا شئ لالهتنا خاصة أو لكل من عُبِدَ من دون
الله ؟ قال :بل لكل من عُبِدَ من دون الله . فقال ابن الزبعري : خصمت
ورب هذه البنية يعني الكعبة ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون
وأن عيسى عبد صالح وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة وهذه النصارى
يعبدون عيسى وهذه اليهود يعبدون عزيرا قال فصاح ؛ أهل مكة
فأنزل الله : (إِنَّ الذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الحُسْنَى ــ الملائكة وعيسى
وعزير عليهم السلام ــ اولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) .
فضل السورة :
1) عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب وأكرم عامر مثواه
وكلَّم فيه رسول الله فجاء الرجل فقال إني استقطعت رسول الله
واديا ما في العرب أفضل منه وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة
تكون لك ولعقبك فقال عامر لا حاجة لي في قطيعتك نزلت اليوم
سورة أذهلتنا عن الدنيا " اقْتَرَبَ للنَّاسِ حِسَابُهُم وَهُم في غَفلةٍ
مُعْرِضُونَ "
سورة الحَجّ 22/114
سبب التسمية :
سُميت " سورة الحج " تخليداً لدعوة الخليل إبراهيم عليه السلام
حين انتهى من بناء البيت العتيق ونادى الناس لحج بيت الله الحرام
فتواضعت الجبال حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض فاسمع نداءه من
في الأصلاب والأرحام أجابوا النداء " لبيك اللهم لبيك " .
التعريف بالسورة :
1) مدنية ماعدا الآيات " 52،53،54،55 " فقد نزلت بين مكة والمدينة .
2) من المثاني .
3) عدد آياتها .78 .
4) ترتيبها الثانية والعشرون .
5) نزلت بعد سورة " النور ".
6) بدأت السورة باسلوب النداء " يا أيها الناس " . السورة بها
سجدتان في الآية 18 ، 77 .
7) الجزء " 17 " ، الحزب " 34 " ، الربع " 5،6،7،8 " .
محور مواضيع السورة :
سورة الحج مدنية وهي تتناول جوانب التشريع شأنها شأن سائر
السور المدنية التي تعني بأمور التشريع ومع أن السورة مدنية
إلا أنه يغلب عليها جو السور المكية فموضوع الإيمان والتوحيد
والإنذار والتخويف وموضوع البعث والجزاء ومشاهد القيامة
وأهوالها هو البارز في السورة الكريمة حتى ليكاد يخيل
للقارئ أنها من السور المكية هذا إلى جانب الموضوعات
التشريعية من الإذن بالقتال وأحكام الحج والهدى والأمر
بالجهاد في سبيل الله وغير ذلك من المواضيع التي هي
من خصائص السور المدنية حتى لقد عدَّها بعض العلماء من
السور المشتركة بين المدني والمكي .
سبب نزول السورة :
عن أبي مالك في قوله " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغيرِ
عِلمٍ " قال : نزلت في النضر بن الحارث .
2) قال المفسرون : نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول
الله المدينة مهاجرين من باديتهم وكان أحدهم إذا قَدِمَ المدينة
فإن صَحَّ بها ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلاما
وكثر ماله وماشيته آمن به واطمأن وقال ما أصبتُ منذ دخلت
في ديني هذا إلا خيرا وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته
جارية وأجهضت رماكه وذهب ماله وتأخرت عنه الصدقة أتاه
الشيطان فقال والله ما أصبتَ منذ كنتَ على دينك هذا الا شرا
فينقلب عن دينه فأنزل الله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعبدُ اللهَ عَلى
حَرفٍ )الآية وروى عطية عن أبي سعيد الخدري قال :أسلم رجل
من اليهود فذهب بصره وماله وولده وتشاءم بالاسلام فأتى
النبي قال إن الاسلام لا يقال فقال إني لم أصب في ديني
هذا خيرا ذهب بصري ومالي وولدي فقال: يا يهودى إن
الاسلام يَسبُك الرجالَ كما تَسبُك النارُ خبثَ الحديدِ والفضة
والذهب قال ونزلت ومن الناس من يعبد الله على حرف .
فضل السورة :
1) عن عقبة بن عامر قال قلت يا رسول الله أفُضِّلَتْ سورة
الحج على سائر القران بسجدتين ؟ قال : " نعم . فمن لم
يسجدهما فلا يقرأهما " .
2) عن عمر أنه كان يسجد سجدتين في الحج قال إن هذه
السورة فُضِّلَتْ على سائر السور بسجدتين .
سورة المُؤْمِنُونَ 23/114
سبب التسمية :
سُميت بهذا الاسم الجليل تخليداً لهم و إشادة بمآثرهم وفضائلهم
الكريمة التي استحقوا بها ميراث الفردوس الأعلى في جنات النعيم.
التعريف بالسورة :
1) مكية .
2) من المئين .
3) عدد آياتها ." 118 .
4) ترتيبها الثالثة والعشرون .
5) نزلت بعد سورة " الأنبياء " .
6) بدأت باسلوب توكيد " قد أفلح المؤمنون " .
7) الجزء " 18 " ، الحزب " 35 " ، الربع " 1،2،3" .
محور مواضيع السورة :
سورة " المؤمنون " من السور المكية التي تعالج أصول الدين
من التوحيد والرسالة والبعث .
سبب نزول السورة :
عن عبد الرحمن بن عبد القارئ قال سمعت عمر بن الخطاب عنه
يقول كان إذا أُنزِلَ الوحي على رسول الله يسمع عند وجهه دوي
كدوي النحل فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال : اللهم
زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تُهِنَّا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر
علينا وارض عنا ثم قال لقد أُنْزِلَتْ علينا عشر آيات من أقامهن دخل
الجنة ثم قرأ (قد أفلح المؤمنون) إلى عشر آيات .
2) عن ابي هريرةأن رسول اللهكان إذا صلى رفع بصره إلى السماء
فنزل (الذين هم في صلاتهم خاشعون ) .
3) عن أنس بن مالك قال قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في أربع
قلت يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله تعالى (واتخذوا
من مقام ابراهيم مصلى )وقلت يا رسول الله لو اتخذت على نسائك
حجابا فانه يدخل عليك البر والفاجر فأنزل الله تعالى (وإذا
سألتموهن فاسألوهن من وراء حجاب) وقلت لازواج النبيلتنتهن
أو ليبدلنه الله سبحانه أزواجا خيرا منكن فانزل الله (عسى ربه
إن طلقكن أن يبدله أزواجا خير منكن ) الآية ونزلت (ولقد خلقنا
الإنسان من سلالة من طين إلى قوله تعالى ثم أنشأناه خلقا أخر
فقلت فتبارك الله أحسن الخالقين ) .
سورة النُّور 24/114
سبب التسمية :
سُميت سورة النور لما فيها من إشعاعات النور الرباني بتشريع
الأحكام والآداب والفضائل الإنسانية التي هي قبس من نور الله
على عباده وفيض من فيوضات رحمته وجوده " الله نور السموات
والأرض " اللهم ّنوِّرْ قلوبنا بنور كتابك المبين يا رب العالمين .
التعريف بالسورة :
1) مدنية .
2) من المثاني .
3) عدد آياتها .64 .
4) ترتيبها الرابعة والعشرون .
5) نزلت بعد سورة الحشر .
6) بدأت بـ " سورة أنزلنها "، تحدثت عن حديث الإفك .
7) الجزء " 18 " ، الحزب " 35 ، 36 " ، الربع " 4،5،6،7 " .
محور مواضيع السورة :
سورة النور من السور المدنية التي تتناول الأحكام التشريعية
وتعني بأمور التشريع والتوجيه والأخلاق وتهتم بالقضايا
العامة والخاصة التي ينبغي أن يُرَبَّى عليها المسلمون أفرادا
وجماعات وقد اشتملت هذه السورة على أحكام هامة
وتوجيهات عامة تتعلق بالأسرة التي هي النواة الأولى
لبناء المجتمع الأكبر .
سبب نزول السورة :
1) قال المفسرون قدم المهاجرون إلى المدينة وفيهم فقراء
ليست لهم أموال وبالمدينة نساء بغايا مسافحات يكرين
أنفسهن وهن يومئذ أخصب أهل المدينة فرغب في
كسبهن ناس من فقراء المهاجرين فقالوا لو أنا تزوجنا
منهن فعشنا معهن إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن فاستأذنوا
النبي في ذلك فنزلت هذه الآية وحرم فيها نكاح الزانية
صيانة للمؤمنين عن ذلك وقال عكرمة نزلت الآية في نساء
بغايا متعالجات بمكة والمدينة وكن كثيرات ومنهن تسع
صواحب رايات لهن رايات كرايات البيطار يعرفونها أم مهدون
جارية السائب بن أبي السائب المخزومي وأم غليظ جارية
صفوان بن أمية وحية القبطية جارية العاص بن وائل ومرية
جارية ابن مالك بن عمثلة بن السباق وجلالة جارية سهيل بن
عمرو وام سويد جارية عمرو بن عثمان المخزومي وشريفة
جارية زمعة بن الاسود وقرينة جارية هشام بن ربيعة المواخير
لا يدخل عليهن ولا يأتيهن إلا زان من أهل القبلة أو مشرك من
أهل الأوثان فأراد ناس من المسلمين نكاحهن ليتخذوهن ما أكلة
فأنزل الله تعالى هذه الآية ونهى المؤمنين عن ذلك وحرمه عليهم .
2) عن ابن عباس قال لما نزلت (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا
بأربعة شهداء )إلى قوله تعالى الفاسقون قال سعد بن عبادة
وهو سيد الأنصار أهكذا أُنْزِلَتْ يا رسول الله؟ فقال رسول الله:ألا
تسمعون يا معشر الانصار إلى ما يقول سيدكم ؟قالوا يا رسول
الله إنَّه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا وما طلق
امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته
فقال سعد : والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من
عند الله ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل
لم يكن لي أن اهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء
فوالله إني لأتي بهم حتى يقضي حاجته فما لبثوا إلا يسيرا
حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشيا فوجد عند أهله رجلا
فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهيجه حتى أصبح وغدا على رسول
الله فقال : يا رسول الله إني جئت أهلي عشيا فوجدت عندها
رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول الله ما جاء به
واشتد عليه فقال سعد بن عبادة : الآن يضرب رسول الله هلال
ابن امية ويبطل شهادته في المسلمين ، فقال هلال : والله إني
لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا فقال هلال يا رسول الله
إني قد أرى ما قد اشتد عليك مما جئتك والله يعلم إني لصادق
فوالله إن رسول الله يريد أن يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي
وكان إذا نزل عليه عرفوا ذلك في تربد جلده فامسكوا عنه
حتى فرغ من الوحي فنزلت (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن
لهم شهداء إلا أنفسهم )الآيات كلها فسري عن رسول الله
فقال أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجا ومخرجا فقال هلا
قد كنت أرجو ذاك من ربي وذكر باقي الحديث .
3) عن عبد الله قال انا ليلة الجمعة في المسجد إذ دخل رجل من
الانصار فقال: لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فإن تكلم جلدتموه
وإن قتل قتلتموه وإن سكت سكت على غيظ والله لأسألن عنه
رسول الله فلما كان من الغد أتى رسول الله فسأله فقال لو ان
رجلا وجد مع امرأته رجلا فتكلم جلدتموه او قتل قتلتموه او سكت
سكت على غيظ فقال اللهم افتح وجعل يدعو فنزلت آية اللعان
(والذين يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم )الآية
فابتلى به الرجل من بين الناس فجاء هو وامراته إلى رسول
الله فتلاعنا فشهد الرجل اربع شهادات بالله انه لمن الصادقين
ثم لعن الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين فذهبت
لتلعن فقال رسول الله فلعنت فلما أدبرت قال لعلها إن تجئ به
أسود جعدا فجاءت به اسود جعدا رواه مسلم عن ابي خيثمة .
4) عن عروة ان عائشة عنها حدثته بحديث الافك وقالت فيه
وكان ابو ايوب الانصاري حين اخبرته امراته وقالت يا ابا ايوب
الم تسمع بما تحدث الناس قال وما يتحدثون فاخبرته يقول اهل
الافك فقال ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
قالت فانزل الله عز وجل ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان
نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم .
فضل السورة :
1) عن حارثة بن مضرب قال كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا
سورة النساء والأحزاب والنور .
2) أخرج ابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال قال رسول الله :
عَلِّمُوا رجالكم سورة المائدة وعَلِّمُوا نسائكم سورة النور "
3) أخرج الحاكم عن أبي وائل قال حججت أنا وصاحب لي وابن عباس
على الحج فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها فقال صاحبي : سبحان
الله ماذا يخرج من رأس هذا الرجل ! لو سمعت هذا الترك لأسْلَمَتْ .