نهايات انيقة
الكآبَةُ ثَوبٌ لائِقٌ يَرتدينا عِندَ كُلِّ نِهاية
وَكُل فِكرةٍ في بَلسَمة جُرحٍ سَكن القلب لَا تَزال قَيدُ المُستَحيل
*
*
كُل بِدايةٍ هي رَهنُ نِهايتها
والحُبُ يَسقطُ مِن الأعلى دائماً كأي أُعطيةٍ مِن الله
..لَيس لَي أن أستجديه أو أخلقهُ مِن عَدم.. أو أنبشَ التّراب بَاحِثةً عَن كنوزِه .
.فقط اترُك لِقلبي مِساحةً يَدور فيها كَيف ما شَاء
ولا أُرغمهُ على النّبض بإتجاهٍ مُعَيّن..
*
*
عِندَما توشِكُ النّهاية عَلى البَداية
لَا أُكثِر مِن تَسَول وَقتٍ إضافي اتنَفس فيه حِكايتنا
لِأنها سَتصبحُ كَ قصةٍ يغلبُ فيها الحَشو عَلى المَعنى
*
*
لَا أُكثِرُ مِن الوعود الَتي لَا أدرِ أن كُنتُ سأوفيها
كَأن أقول ..سأبقى أحبك ..
وسَأضيءُ لَك قَلبي شَمعةً تَحترقُ فأفنى مِن بَعدك..
فَخلف كُل نِهايةٍ أنيقَةٍ هُناك دائماً بداية انيقةٌ ايضَاً
تَنتظرُ أن يُصبِح في قُلُوبِنا مِقعدٌ شَاغِر لِتجلس عَليه..
*
*
لَا أحاول أن أطرد الحُزن بِقرصٍ مُنوم يُجَنبني عَناء التّفكير بِك
بَل أتنَفسُ الفَقد عَلى مَهل
فَالفراقُ أمرٌ حَزين
كَ غروبِ شَمسٍ واحدةٍ في يومٍ واحدٍ مِن عُمرينا
لِذلك أُعطي لِنفسي مُتَسعٌ مِن الحُزن
وَ بِضعة وَجباتٍ دَسِمة مِن ذكرياتِنا السّعيدة
سَأشعر بالخيبةِ جِداً ..أعلَم
وَ بالتعاسة جِداً..أعلَم
لَكِنّي لَن أهرُب مِن الحَقيقة إلَى وَهمٍ مُر مُلَبسٍ بالحَلوى
فَكُل شَبحٍ هَربتُ مِنهُ في طفولتي
بَاغتني وَلو بَعد حين..
*
*
النّهاية طِفلٌ عَفوي
يأتي مَتى شَاء
يؤلِمهُ التّأجيل
وَالحيلُ المُقنّعة
كَما تُبكيِهِ أنصَافِ الحلول
لِذا عَلي أن أكون رَحيمةً بالنّهاية
لِكي تَكون رَحيمةً بي..
*
*
سَأتخَلصُ مِن كُل صورك
وَكُل الذّكريات
فأنا لَا اريدُ في ذاكرَتي مَطباتٍ مِن صُنع حُبٍ قَديمٍ
أتعَثرُ بِها كُلما خَلوت لِذاتي
لَا أريدُ مَيتاً يَمشي في غُرف قَلبي
يُجبرني عَلى الرّحيل مِن مَنفى إلى آخَرَ أشَدّ غُربة..
*
*
الأُغنيات الَتي تَبادلنا مَعانيها
وَ العِبارات الّتي اقَتَبسها لِساني سَهواً مِن لُغَتك
سَأقايُضها بِأخرى جَديدةٍ
أو سأُعطيها لِاوَل عَابرٍ يَطرقُ بَابي
عابِرٌ يائسٌ لِدرجةِ الرّضا بِذاكرةٍ مَعطوبَة
أمّا حِكايتُنا الصّغيرة
سَ\أضَعها حُمولةً زَائدةً في قَلب أُمي
الّذي طَالما استَوعب حَجم نِهاياتي
*
*
سَأُلبِس الخَاتمة ثَوبَ العَظمَةِ
كَأي أُسطورةٍ جَميلة مِن نَسجِ عَوسَج
سَنُعلِنُ النّهاية وَنَحنُ في الأوج
فَطقوس الأنتِحار دَائِماً مَا تَكون مُدوية
بِحجم الأسى الّذي قَذفَ بِها مِن علو سَماء