باعوا البلادَ إلى أعدائهم طَمَعًا
بالمال لكنّما أوطانَهم باعوا
قد يُعذرون لَوَ انّ الجوعَ أرغمهم
واللهِ ما عطشوا يومًا ولاجاعوا
وبُلْغَةُ العارِ عند الجوعِ تلفظها
نفسٌ لها عن قَبول العارِردَّاعُ
تلك البلادُ إذا قلتَ: اسمُها «وطنٌ»
لايفهمون، ودون الفهمِ أطماع
****
أعداؤنا، منذ أن كانوا، «صيارفةٌ»
ونحن، منذ هبطنا الأرضَ، «زُرّاعُ»
لم تعكسوا آيةَ الخلاّقِ، بل رجعتْ
إلى اليهود بكم قُربى وأطباع
يا بائعَ الأرضِ لم تحفل بعاقبةٍ
ولا تعلّمتَ أنّ الخصمَ خَدّاع
لقد جنيتَ على الأحفاد، والَهَفي
وهم عبيدٌ، وخُدَّامٌ،وأتباع
وغرّكَ الذَّهبُ اللمّاع تُحرِزهُ
إن السَّرابَ كماتدريه لمّاع
فكِّرْ بموتكَ في أرضٍ نشأتَ بها
واتركْ لقبركَ أرضاً طولُها باع.
الشاعر/ إبراهيم طوقان