. وجه آخر للفراق
لقد فقدت الكثيرين نعم إنهم كثيرين
أقوم بعدهم مراراً وتكراراً ولا أصدق أني فقدت كل هؤلاء
كلما أفكر في الأمر , أشعر بالخوف الشديد من فقدان آخرين هم الآن قريبين للغايه , أقرب لي من نفسي
أحبهم للاسبب , أحتضن أرواحهم بداخلي , أود أن أحتفظ بهم جميعاً هنا في كياني لا يبرحون مكانهم
أستمتع بهم وأستأنس بتواجدهم الذي يسعدني كثيراً ويهدئ سريرتي
وكأنهم يقومون على حمايتي ورعاتي من تلك الأيام الموحشه
محادثاتهم تبعث بداخلي مشاعر عجيبه
مشاعر لا أستطيع تفسيرها بالشكل الذي يتناسب مع شعوري بها
إنها مزيج من السعاده والإستمتاع والخيال كالشرود في شيء رقيق وحالم
كلها مشاعر شعرت بها ولكن كلهم يرحلون في نهاية الأمر
ومن يظل فوجوده يشعرني بأن الوقت قد حان لذهابه هو الآخر
ومن تتموج صورته برحيل و عوده ينبت بداخلي خوف شديد من فقدانه
حقاً كلما مر بي العمر أشعر انني لم أعد أقوى على مجاراة هذه الأمور
ماذا يمكنني أن أفعل حتى أحتفظ بهم وهم يتسربون الواحد تلو الآخر دون توقف
تلك هي مشاعر من يشعر بالفقد والإفتقاد لمن فارق أحبابه
نعم إنها مشاعر حزينه ومؤلمه ولكن ما يجعل الوضع لا يمكن تحمله
هو القصور الواضح في نظرة من يشعر بتلك المشاعر حتى يصل إلى هذا التصدع العنيف
فهو في واقع الأمر لم يفقدهم بل يقوم بتوفيرهم
مثلما كنا ونحن صغار نشتري لعب وملابس جديده وننتظر طوال فترة عودتنا إلى المنزل حتى تصبح لنا دوماً
بالرغم أن طول الطريق والإنتظار ليسا بالطول الذي يولد الشوق
إلا أننا كنا نجلس على شوق حاار ولسان حالنا يقول , متى أصل للمنزل حتى أستمتع بلعبتي طوال الوقت
هذا هو حالنا مع من نُكون علاقات بهم , فهم يغيبون عنا ونعتقد أنه غياب نهائي أو أبدي
والمضحك أن الحياة التي نعيشها ليست ابديه فكيف لنا أن نفقدهم فقدان أبدي
نحن فقط نغمس أنفسنا في الحياة الدنيا أكثر من اللازم حتى أننا نشعر أنها هذه هي الحياه بالرغم من أنها ليست كذلك
فهل هناك أحن أو أرحم من الله عز وجل الذي خلق لنا الجنه حياه نهائيه وأبديه
حياه هانئه تلتقي فيها بجميييع من أحببتهم من أول من فقدته حتى آخر من فقدته
هل نهايه كهذه لا تستحق أن نُرهق هنا ونتحمل وننتظر الغياب الذي نسميه فقدان
حتى يأتي اليوم الذي ننعم فيه بالجميع والجميع بلا أستثناء
بالنظر للأمر من هذا المنطلق أشعر أن رؤيتي تبدلت تماماً
فأنا الآن أود أن أكون علاقات أكثر وأكثر , وأتحمل من يذهبون ولا يعودون مجدداً هنا
فتلك الظروف التي تُبعدني قراً عن من أود مرافقتهم دوماً
تجعلني أتفهم حقاً كم هي الحياة الدنيا مرهقه , وهذا ما يدفعني للصبر حتى لقاء أبدي
إن فقدت فرصة العيش ملازماً لمن تحب من أصدقاء وأحباب
فأعلم أن فرصتك الأولى قد ذهبت بالتأكيد
وأن هناك فرصه ثانيه وأخيره في الجنه فلا تضيعها
ما يتفلت من أيدينا في حياتنا
يتسرب إلى الجنة لينتظرنا بضعف ما كنا نأمل
لذلك من الجيد أن نفقد طالما نحن هنا , لنحظى بالأكثر في الجنه بإذن الله
نحتاج أن نتمعن فيما حولنا ونتفكر فيه جيداً قبل أن نترك مشاعر الألم تقضي علينا
فالأمل يولد من رحم الألم , وفي عمق الحزن نور لا يدري عنه الكثيرين
الرئيسية 
