يادَهْرُ قَدْكَ وقَلَّما يُغني قَدِي | وأراكَ عِشْرَ الظمْءِ مُرَّ المَوْرِدِ |
ولقدْ أحيط بنا ولم نكُ صورة | بكَ واستُعِدَّ لنا ولمّا نُولَدِ |
يادَهْرُ أَيَّة ُ زَهْرَة ٍ لِلمَجْدِ لم | تجففْ وأية ُ أيكة لمْ تخضُدِ ! |
أترعتَ للعنقاءِ في أشعافِها | كأساً تدفقُ بالذعافِ الأسودِ |
قَدْ كانَ قَرْمٌ كاسمِهِ قَرْمَاً وما | ولَدَتْ نِسَاءُ بَنِي أبيهِ كأحمَدِ |
نجما هدى ً هذاكَ نجمُ الجدي إنْ | حارَ الدليلُ وذاكَ نجمُ الفرقدِ |
هذا سنانٌ زاغبيٌّ في الوغى | وكأنما هذا ذبابُ مهندِ |
وجَبِينُ هذا كالشهَابِ جَلا الدُّجَى | عنه وهذا كالشهابِ المُوقَدِ |
ولَنِعْمَ دِرْعا الحّي في يَوْمَيْهِما | كانا ونِعْمَ الذُّخْرِ كانا لِلغَدِ |
لم يَشْهَدا نَجْوَى ولاحَشّا لَظَى | حَرْبٍ تُسَعَّرُ بالقَنا المُتَقَصدِ |
إلاَّ رأَيْنا ذَا على تلك الرَّحا | قُطْباً وذَا مِصْبَاحَ ذَاكَ المَشْهَدِ |
رُزِئَت بَنُو عَمْرو بنِ عامرٍ الذُّرَى | بِهما وصَوَّحَ نَبْتُ وَادِيها النَّدى |
وكذا المنايا ما يطأنَ بمسيمٍ | إلا على أعناق أهلِ السؤددِ |
ولَئِن أُصِيبُوا إِنَّ تِلكَ لَغَيْضَة ً | لم تخلُ من ليثٍ هنالكَ ملبدِ |
ما دامَ ذاك المعدنُ الزاكي الثرى | في جزعِنا لم نلتفتْ للعسجدِ |
تلكَ المصائبُ مشوياتٌ كلها | إلا مصيبة َ حجوة َ بنِ محمدِ |
ولقَدْ أصابَ غَليلُها مَنْ لم يُصَبْ | ولَصُيرَتْ فقْداً لِمَنْ لم يَفْقِدِ |
طامنْ حشاكَ أبا الحبابِ فإنها | نوبٌ تروحُ على الأنامِ وتغتدي |
فلقدْ أفاقِ متممٌ عن مالكٍ | وسلا لبيدُ قبلهُ عنْ أربدِ |
فَلَئِنْ صَبَرْتَ لأنتَ كوكبُ مَعْشَرٍ | صَبَروا وإنْ تَجْزَعْ فغَيْرُ مفَنَّدِ |
هذي المعونة ُ باللسانِ ولو أرى | عَيْن الحِمَامِ لَقَدْ أَعَنْتُكَ باليَدِ |