فكيف
يكون الاستقبال الأمثل للشهر؟ وكيف تكون التهيئة المناسبة لقدوم الشهر؟
وهل
لنا أن نحافظ على شهرنا من عبث العابثين وحقد الحاقدين وغفلة الغافلين؟!
هذا ما نقف معه في هذه الكلمات ونحاول وضع ورسم خطة عملية لاستقبال الشهر الكريم.
1- التهيئة الإيمانية التعبدية
- التوبة الصادقة أولاً، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي وترك المنكرات، والإقبال على الله، وفتح صفحة جديدة بيضاء نقية.
- الإكثار من الدعاء "اللهم بلغنا رمضان"؛ فهو من أقوى صور الإعانة على التهيئة الإيمانية والروحية.
- الإكثار من الصوم في شعبان؛ تربيةً للنفس واستعدادًا للقدوم المبارك،
ويفضل أن يكون الصوم على إحدى صورتين (إما صوم النصف الأول من شعبان
كاملاً، وإما صوم الإثنين والخميس من كل أسبوع مع صوم الأيام البيض).
- العيش في رحاب القرآن الكريم، والتهيئة لتحقيق المعايشة الكاملة في
رمضان، وذلك من خلال تجاوز حد التلاوة في شعبان لأكثر من جزء في اليوم
والليلة، مع وجود جلسات تدبر ومعايشة للقرآن.
- تذوَّق حلاوة قيام
الليل من الآن بقيام ركعتين كل ليلة بعد صلاة العشاء، وتذوَّق حلاوة
التهجد والمناجاة في وقت السحَر بصلاة ركعتين قبل الفجر مرةً واحدةً في
الأسبوع على الأقل.
- تذوق حلاوة الذكر، وارتع في "رياض الجنة"
على الأرض، ولا تنسَ المأثورات صباحًا ومساءً، وأذكار اليوم والليلة، وذكر
الله على كل حال.
2- التهيئة العلمية
- قراءة أحكام
وفقه الصيام كاملاً (الحد الأدني من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق)،
ومعرفة تفاصيل كل ما يتعلق بالصوم، ومعرفة وظائف شهر رمضان، وأسرار الصيام
(من كتاب إحياء علوم الدين)، وقراءة تفسير آيات الصيام (من الظلال وابن
كثير).
- قراءة بعض كتب الرقائق التي تعين على تهيئة النفس (زاد على الطريق، المطويات الجديدة التي تَصدر قُبيل رمضان من كل عام).
- الاستماع إلى أشرطة محاضرات العلماء حول استقبال رمضان، والاستعداد له،
ومنها شرائط أ. عمرو خالد، وشريط روحانية صائم للشيخ الدويش وغيرهم من
العلماء.
- مراجعة ما تم حفظه من القرآن الكريم؛ استعدادًا
للصلاة في رمضان، سواءٌ إمامًا أو منفردًا، والاستماع إلى شرائط قراءات
صلاة التراويح، مع دعاء ختم القرآن.
3- التهيئة الدعوية
-
إعداد وتجهيز بعض الخواطر والدروس والمحاضرات والخطب الرمضانية والمواعظ
والرقائق الإيمانية والتربوية للقيام بواجب الدعوة إلى الله خلال الشهر
الكريم.
- حضور مجالس العلم والدروس المسجدية المقامة حاليًا؛ استعدادًا لرمضان والمشاركة فيها، حضورًا وإلقاءً.
- العمل على تهيئة الآخرين من خلال مكان التواجد- سواءٌ في العمل أو في الدراسة- بكلمات قصيرة ترغِّبهم فيها لطاعة الله.
- إعداد هدية رمضان من الآن لتقديمها للناس دعوةً وتأليفًا للقلوب
وتحبيبًا لطاعة الله والإقبال عليه؛ بحيث تشمل بعضًا مما يلي (شريط كاسيت-
مطوية- كتيب- ملصق- .. إلخ).
- إعداد مجلة رمضان بالعمارة السكنية التي تسكن بها؛ بحيث تتناول كيفية استقبال رمضان.
- الإعداد والتجهيز لعمل مسابقة حفظ القرآن في مكان التواجد.
4- التهيئة الأسرية
- تهيئة مَن في البيت- من زوجة وأولاد- لهذا الشهر الكريم وكيفية الاستعداد لهذا الضيف الكريم، ووضع برنامج لذلك.
- الاستفادة من كتاب (بيوتنا في رمضان) للدكتور أكرم رضا، وكتيب (الأسرة المسلمة في شهر القرآن) لدار المدائن.
- ممارسة بعض من التهيئة الإيمانية السابقة مع الأسرة.
- عقد لقاء إيماني مع الأسرة يكون يوميًّا بقدر المستطاع.
5- تهيئة العزيمة
الفرض في رمضان بسبعين فرض
بالعزم على:
- فتح صفحة جديدة مع الله.
- جعل أيام رمضان غير أيامنا العادية.
- عمارة بيوت الله وشهود الصلوات كلها في جماعة، وإحياء ما مات من سنن
العبادات، مثل (المكث في المسجد بعد الفجر حتى شروق الشمس- المبادرة إلى
الصفوف الأولى وقبل الأذان بنية الاعتكاف.. إلخ).
- نظافة الصوم مما يمكن أن يلحق به من اللغو والرفث.
- سلامة الصدر.
- العمل الصالح في رمضان، واستحضار أكثر من نية من الآن، ومن تلك النيات
(نية التوبة إلى الله- نية فتح صفحة جديدة مع الله- نية تصحيح السلوك
وتقويم الأخلاق- نية الصوم الخالص لله- نية ختم القرآن أكثر من مرة- نية
قيام الليل والتهجد- نية الإكثار من النوافل- نية طلب العلم- نية نشر
الدعوة بين الناس- نية السعي لقضاء حوائج الناس- نية العمل لدين الله
ونصرته- نية العمرة- نية الجهاد بالمال... إلخ).
6- التهيئة الجهادية
وهي تحقيق معني "مجاهدًا لنفسه" وذلك من خلال:
- منع النفس من بعض ما ترغب فيه من ترف العيش، والزهد في الدنيا وما عند
الناس، وعدم التورط في الكماليات من مأكل ومشرب وملبس كما يفعل العامة عند
قدوم رمضان.
- التدريب على جهاد اللسان فلا يرفث، وجهاد البطن فلا
يستذل، وجهاد الشهوة فلا تتحكم، وجهاد النفس فلا تطغى، وجهاد الشيطان فلا
يمرح، ويُرجع في ذلك إلى كتيب (رمضان جهاد حتى النصر) لـ"خالد أبو شادي".
- حمل النفس على أن تعيش حياة المجاهدين، وتدريبها على قوة التحمل والصبر على المشاقِّ، من خلال التربية الجهادية المعهودة.
- ورد محاسبة يومي على بنود التهيئة الرمضانية المذكورة هنا.
تقبل الله منا ومنكم