بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
نقول وبالله التوفيق
بأن المولى عزوجل قد بين أن كل صغيرة وكبيرة يعملها الإنسان المسلم تكتب له إن كانت حسنة وتكتب عليه إن كانت سيئة فقال تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )
وبين أن كل عمل مهما صغر أو كبر فان الله يعلمه وهو به عليم فقال ( وما تفعلوا من خير فان الله به عليم )
وقد بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن طرق الخير كثيرة ومتعددة وأن المسلم الذكي هو من يعمل لما بعد الموت
ومن طرق الخير التعاون فيما بين المسلمين على حياتهم ومعايشهم
يقول الرسول الكريم فيما روى عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه ( علىكل مسلم صدقة قال أرأيت إن لم يستطع قال يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال أرأيت إن لم يستطع قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال أرأيت إن لم يستطع قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها صدقة ) متفق عليه
انظر أخى إلى الحديث فان الرسول الكريم بين أنك إذا عاونت من يصنع عملا فيه فائدة لنفسه فانك تحصل على أجر صدقة
ناهيك عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر 0حتى إن لم يستطع أن يكون إيجابيا بأن يعين الغير فعليه أن يمنع نفسه عن عمل الشر فان فى ذلك صدقة له على نفسه
وقال الرسول الكريم ( كل معروف صدقة ) والمعنى أن كل عمل تنفع به غيرك فلك به صدقة
وقال صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة لا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة ) والمعنى أن كل من زرعا شيئا فان كل من يأكل من هذا الزرع سواء أكان بالحلال أو بالسرقة فان صاحب الزرع يحصل على أجر
ويروى عن رسول الله أنه قال ( بينما رجل يمشى فى طريق فاشتد به العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فاذا كلب يأكل الثرى من شدة العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذى كان قد بلغ منى فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له )
أنظر إلى هذا الذى غفر الله له فأدخله الجنة بسبب أنه سقى الكلب
ويروى عن رسول الله أنه قال ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) والمعنى أن نصف التمرة يتصدق بها قد تكون سببا فى نجاة الانسان من النار
ويروى أن رسول الله قال ( لقد رأيت رجلا يتقلب فى الجنة فى شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذى المسلمين )
ومن المعلوم أن الإنسان فى جسده ثلاثمائة وستون مفصل على كل مفصل منها كل يوم صدقة
قال صلى الله عليه وسلم ( يصبح وعلى كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدق وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهى عن منكر صدقة ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )
ومعنى هذا الحديث أن الانسان عليه كل يوم ثلاثمائة وستون حسنة فى مقابل كل مفصل من جسمه
ومن رحمة الله أن جعل بكل تسبيحة كأن يقول سبحان الله صدقة وكذلك بكل تحمديدة وتكبيرة وتهليلة
وإن تكاسل عن ذلك فعليه أن يصلى ركعتين من الضحى فان الركعتين تغنيان عن التسبيح
هذه هى بعض طرق الخير وهى أكثر من أن تحصى 0وهذا ما استطعت قوله راجيا العلى القدير أن ينفع به وأن يتقبل منى
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم