من أنا
إلى من سألني من أنا
إلى من حاره أمري
إلى من أهملني بجهله بي
سأنثر بضع كلمات هنا ليتها تصلح تعريفاً عن الأنا التي أحتضنها
أنا ذلك الجرح السديمي الذي طالما نزف ولكنكم لطالما هربتم من الجروح وعملتم على قتلها بمداواتها
أنا فكرة هائمة في فضاء العالم لكنكم طالما رفضتم الأفكار وتمسكتم بأقوال حفظتموها عن أجدادكم
أنا نظرية عجز العلم عن إثبات صحتها ولكنكم طالما ابتعدتم عن النظريات وسعيتم وراء البراهين
أنا اليأس تجسد على هيئة إنسان وأنتم طالما هربتم من اليأس وبحثتم عن من حسبتموه يفرحكم لكنكم مخطئون
أنا لغة بلا حروف وبلا أبجديات وأنتم طالما خفتم من المجهول وأحببتم التعاريف
أنا دمعة نزفتموها في أحزانكم وأنتم طالما هربتم من الأحزان ونسيتموها في أفراحكم
أنا إحساس رسمه السحاب وأنتم طالما أحببتم الدوام وتركتم الزوال
أنا أنثى عجز شعراؤكم عن وصفها وأنتم طالما سعيتم للموصوف
أنا الحياة بأكملها بأفراحها وأحزانها بأملها ويأسها
بعنفوان شبابها وحكمة شيخوختها
أنا الحياة بفقر فقيرها وغنى غنيها أنا اليتيم وأنا الأرملة وأنا الثكلى
أنا أغاني الحقول وأنات الشجر
أنا القمر بنوره والليل بظلمته
أنا من قرأت كتاب الحياة وحفظته عن ظهر قلب فأصبحت نسخة أخرى منها
ولكنني الآن أدركت أن الإنسان لا يحب الحياة
وكل من يتظاهر بحبها فمؤكد أنه لا يعرفها
لا تسألوني مجدداً من أنا
وإن لم تدركوا شيئاً مما كتبت
فأنتم بلا شك صم بكم لا تفقهون
أعمت أقنعتكم بصيرتكم
ويا أسفي عليكم ويالشفقتي على قلوبكم