هي زهرة تشكو حالها لربها ، فقد هجرها كل من كان معها ، لم
يتبقى لها سوى من فيها ،،،
في كل يوم تعطرها دماء أطفالها ، نسائها ، شيوخها و شبابها ،
اطفالها الذين ناموا على صوت هجوم الغربان ... نسائها اللواتي
يبحثن لأطفالهنّ عن مكان في اللامكان .. وشيوخها ، رغم كبر
سنهم ، فضّلوا الموت بعزتهم ، صامدين على ارضهم ، لن يمنعهم
شيء من لقاء ربهم ... شبابها الذين ضحّوا بمالهم ، بجهدهم ،
بانفسهم ، بسلاحهم ، وكلّ ما يملكون .. لأجلها .....
انتهاكات عديدة لحرمة هذه الزهرة ، صور مؤلمة لبقاياها ، ولكنها
تشكو حالها لربها ، فهو وحده أعلم بها ،،،
أنّت مساجدها ، صرخت كنائسها ، بكت ثناياها وطرقاتها ، وهلعت
أشجارها وبنيانها ، ولم يسمعها أحد سوى ربها ...
تساقطت بتلاتها ، جفّت أوراقها ، وانحنى ساقها ، ولكن ...
تمسّك جذرها بأرضه بأرضها ، فلن يتركها تموت كما ماتت نخوة
وعروبة من كانوا معها ، وباذن ربها ستعود للحياة من جديد ،
وتتفتّح بتلاتها الجديدة ، وتنمو أوراقها ، وتعود الحياة فيها كسابقِ
عهدِها ........
بقلمي
6.8.2014