بحضور عدد كبير من ممثلي الأحزاب والقوى اليسارية من دول حوض البحر الأبيض المتوسط انطلقت في مدينة اسطنبول أعمال المؤتمر الثاني لأحزاب اليسار المتوسطي، وتناول المؤتمر في الافتتاح الرسمي ثلاث محاور رئيسية تخص منطقة الشرق الأوسط وهي قضية (عين العرب) كوباني والقضية الفلسطينية، وفوز حزب سيريزا اليساري مؤخراً في انتخابات اليونان التشريعية.
شاركت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني والجبهة الديمقراطية كممثلين لليسار الفلسطيني في المؤتمر، وقد قدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المداخلة المتعلقة بفلسطين نيابة عن الوفد الفلسطيني حيث استعرض ممثلها ماهية الصراع في المنطقة، موضحاً أن صراع شعوب الشرق الأوسط الأساسي هو الصراع مع الاحتلال وبأن الجبهة الشعبية ترى بكل الصراعات الموجود بالمنطقة ما هي إلا وجه آخر للصراع الأساسي مع الإمبريالية في فلسطين، وأن مواجهة الامبريالية والانتصار في هذه المعركة يشكل المفتاح للسلام والحرية والعدالة بالمنطقة والعالم.
كما أشار إلى أن ما يحصل الآن من حروب التطرف الديني الدموية والطائفية ما هو إلا لحرف البوصلة عن صراعنا الحقيقي مع الاحتلال في المنطقة، وأن هذه الأحداث الحالية أدت إلى تجديد الخطاب العالمي وإجباره على تناول قضايا هي أصلاً من صنع الامبريالية، ونتيجة لذلك جرى حرف الأنظار عن القضية الفلسطينية، وتجميل صورة الاحتلال الاسرائيلي في الوقت الذي يستمر فيه بتدمير الشجر والحجر وتهويد القدس وحصار غزة.
وأضاف الرفيق أن اليسار الفلسطيني يواجه ويقاوم الاحتلال في فلسطين بشكل مباشر في الوقت الذي يُحارب فيه هذا اليسار من قبل اليمين الفلسطيني والأنظمة العربية وأن التحالف بين اليساريين العربي والفلسطيني حالياً لا يرقى لمستوى مواجهة الحدث, وبالتالي فإن هذه الأسباب توجب ضرورة إيجاد حاضنة داعمة وخلق تحالف مع قوى اليسار العربي و الأوروبي عبر برامج عمل مشتركة.
كما طالب اليسار الأوروبي بإعطاء أولوية دعم كل ما يتعلق باليسار الفلسطيني مثل تنظيم حملات قوية لمساندة المعتقل القائد أحمد سعدات.
ورأى بأن الخلاص يكمن في الاتحاد مع اليسار العالمي ومع كل من يواجه الامبريالية ولهذا السبب أقدم اليسار الفلسطيني على تنظيم حملات دعم المعتقل الكردي أوجلان دون أن يطلب منا ذلك، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن داعش وأمريكا وجهان لعملة واحدة إلا أنه لا بد من التركيز على قضية فلسطين وعدم تهميشها في ظل الأحداث الحالية في المنطقة.
وختم كلمته مشدداً على أن أي انتصار لليسار في العالم هو انتصار للقضية الفلسطينية وتحرير الأرض والإنسان، ومطالباً اليسار الأوروبي بمحاولة تنظيم برامج مشتركة والالتفاف أكثر حول قضية فلسطين بعيداً عن المعايير الأوروبية الرسمية ومنها الضغط باتجاه رفع اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن قائمة الإرهاب الدولية، مطالباً من جميع الأحزاب اليسارية تبني حملة الحرية للرفيق أحمد سعدات لما لها من أهمية بدعم قضية الأسرى وتثبيت حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة وإظهار الدعم والشراكة للأحزاب اليسارية بفلسطين