رأيت براعم صغارا بسمتهم كروعة الأزهار طالت أشكالهم جمالا، ودموع ترابهم كانت كالأمطار وتذكرت أطفالا من فلسطين المحتلة ماتوا على يد الكفار فيا قطعة من كبدي سجنك السجان ووضعوك خلف الزنازين تبحث عن طفولتك الغائبة في مقبرة الأحياء.
هذا حال الطفل الأسير خالد الشيخ ذو 15 عاما في الصف العاشر الذي اعتقله الاحتلال الإسرائيلي من 25/12/2014.حيث كان يؤدي امتحانات نصف العام في مدرسته ذكور بيت عنان الثانوية واعتقل بتهمة إلقاء الحجارة وإشعال إطارات السيارات أمام جدار الفصل العنصري في قرية بيت عنان وهو الآن قابع في سجن عوفر القريب من محافظة رام الله.
تقول نادية الشيخ والدة الأسير خالد إن ولدي قابع في سجون الاحتلال منذ 62 يوما وفلذة كبدي يعاني من فقر الدم وقوة دمه 7 درجات فهو بحاجة إلى الدواء اللازم والحديد لرفع قوة دمه فهو يعاني من الإغماء المتكرر وهبوط عام في جسده.
وتضيف “محكمة ولدي تأجلت لأربع مرات أثناء رؤيته في المحكمة الأولى رأيت على وجه ولدي آثار التعذيب والهزال الواضح على جسده وتم تأجيل الحكم إلى المحكمة الثانية وكان عندي أمل بخروجه والإفراج عنه حيث عملت له ما يطيب خاطره ولكن شراسة السجان أجل الحكم إلى المحكمة الثالثة والرابعة لعدم وجود جنود يشهدون ضد ولدي إلى أن أصبحت أفقد الأمل للإفراج عن ولدي فموعد المحكمة الخامسة أصبح في 25/2/2015، وأتأمل من الله أن يفرج كربه ويعود لنا فدمعي لم يجف من عيني من شدة قهري على ولدي”.
يشار إلى أن الحملة الالكترونية التي أطلقت للإفراج عن الطفل الأسير الشيخ في غزة من قبل النائب جمال الخضري لاقت تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ (#الحرية_لخالد) ووصلت عدد التغريدات إلى 14000 تغريدة باللغة العربية والانجليزية.
من جهته قال حسام الشيخ والد الطفل خالد الشيخ: “قدمنا رسالة للمفوضية السامية للأمم المتحدة برام الله نطالب بالضغط على إسرائيل للإفراج عن خالد الشيخ لأنه يعاني من فقر الدم ويتمنى وقفة جادة من المسؤولين بجانب ولده المعتقل.
أمين شومان رئيس الهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين يقول “إن هناك 300 طفل في سجون الاحتلال وهذا الأمر خطير ويستوجب التحرك الفاعل لوقف انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى وخاصة الأطفال، وناشد المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل الفوري والسريع لإطلاق سراح وإنقاذ حياة الطفل المعتقل منذ قرابة شهرين رغم مرضه.
وشدد شومان على تزايد التضامن ضمن الحملة المستمرة لإطلاق سراح أطفال فلسطين من سجون الاحتلال، ويضيف “الذي تقوم به سلطات الاحتلال يخالف القانون الدولي خصوصا اتفاقية الطفل المادة (16) التي تنص على أنه “لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته أو أسرته أو منزله ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته”.
ويقول “الأطفال المعتقلون يعانون ظروفا تعسفية قاسية تترجم عنصرية إسرائيل والتي هي جزء لا يتجزأ من ايدولوجية تؤكد التمييز العرقي وتعبر عن شيطنة الاحتلال لسلب حقوق الأطفال والتي يجب أن تشن حملة قوية لرفع الصوت من أجل حرية الطفل والأسرى من كافة سجون الاحتلال والتوحد من أجل قضيتهم وتشكيل زي عام للتعريف بقضية الأسير الطفل