الرأي.. القرار.. الشخصية
صانع القرار، الواثق من قوّة عقله ، وقوّة شخصيته .. يحرص ، جاهداً ، على أن يرفد عقله بعقول الآخرين ، ويغني رأيه بآرائهم ، ويتنازل عن رأيه ، إذا وجد رأياً ، هو أصوب منه !
رسول الله ، كان شديد الحرص ، على سماع آراء أصحابه ، في السلم والحرب ، والإفادة ممّا يراه صالحاً ، منها ، دون أن يخشى ، أن يُتهم بضعف ، في عقله ، أو في شخصيته !
وكذلك ، كان الخلفاء الراشدون ، من بعده !
· صانع القرار الضعيف ، في عقله ، أو في شخصيته ، أو فيهما معاً ، يخشى أن يستفيد ، من عقول الآخرين ، سواء باستشارتهم ، مِن قِبله ، أو بمبادرة من أحدهم ؛ لخوفه من أن يُتهم بالضعف ، في تفكيره ، أو في شخصيته ..! ويحرص ، على أن يظهر، أمام الآخرين ، بمظهر مَن ( أوتيَ الحكمة وفصل الخطاب ) ! وبهذا النوع ، من التفكير الساذج ، يُفسد قراره .. ويضع مصير الناس ، الذين يصنع لهم القرار، في دائرة الخطر.. ويَحمل وزر الإخفاق ، أمام الله ، وأمام الناس .. ويُظهر نفسه ، بمظهر الإنسان الفاشل ، من حيث يريد إظهار نفسه ، قويّاً : بشخصيته ، وتفكيره !
وسبحان القائل : ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً.