ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ " : ﻧﻌﻢ ".
ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﻊ ﻋﻴﺴﻰ ﺇﻻ ﺭﻏﻴﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﻧﺪﻡ، ﻭﻟﻤﺎ ﻗﺎﻡ
ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻭﺃﻛﻞ ﺭﻏﻴﻔﺎً، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺗﻢ ﻋﻴﺴﻰ -
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻗﺪﻣﺎ ﻃﻌﺎﻣﻬﻤﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ": ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ
ﺍﻵﺧﺮ؟" ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ: "ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﺇﻻ ﺭﻏﻴﻔﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ". ﻓﺄﻛﻞ ﻋﻴﺴﻰﺧﺮﺝ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺴﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﺼﺤﺒﻪ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ
ﺭﻏﻴﻔﺎﻥ ﻭﻣﻊ ﻋﻴﺴﻰ ﺭﻏﻴﻒ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻴﺴﻰ": ﺗﺸﺎﺭﻛﻨﻲ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻣﻚ؟ "
ﺭﻏﻴﻔﺎً ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﺭﻏﻴﻔﺎً .
ﺛﻢ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﺠﺎﺀﺍ ﺇﻟﻰ ﺷﺠﺮﺓ، ﻓﻘﺎﻝ
ﻋﻴﺴﻰ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ: ﻟﻮ ﺃﻧّﺎ ﺑﺘﻨﺎ ﺗﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻧﺼﺒﺢ، ﻓﻘﺎﻝ :
"ﺍﻓﻌﻞ ". ﻓﺒﺎﺗﺎ ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺤﺎ ﻣﻨﻄﻠﻘﻴﻦ ﻓﻠﻘﻴﺎ ﺃﻋﻤﻰ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻴﺴﻰ: " ﺃﺭﺃﻳﺖ
ﺇﻥ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﻟﺠﺘﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺼﺮﻙ ﻓﻬﻞ ﺗﺸﻜﺮﻩ؟ " ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: " ﻧﻌﻢ ".
ﻓﻤﺲ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻓﺄﺑﺼﺮ . ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩﻱ: "ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﻙ
ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻳﺒﺼﺮ ﺃﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺭﻏﻴﻒ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﻌﻲ ﺇﻻ ﺭﻏﻴﻔﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ". ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻨﻪ .
ﻓﻤﺮﺍ ﺑﻈﺒﺎﺀ ﺗﺮﻋﻰ ﻓﺪﻋﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻇﺒﻴﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺬﺑﺤﻪ، ﺛﻢ ﺃﻛﻼ
ﻣﻨﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻟﻠﻈﺒﻲ: "ﻗﻢ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻡ ". ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ " : ﺳﺒﺤﺎﻥ
ﺍﻟﻠﻪ "! ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ: " ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ؟ "
ﻓﻘﺎﻝ: "ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﻻ ﺭﻏﻴﻔﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ".
ﻓﺨﺮﺟﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻴﺎ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺧﺮﺑﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺣﺠﺎﺭ
ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: "ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻲ، ﻭﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻚ،
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ". ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ " : ﺃﻧﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻛﻠﺘﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺼﻠﻲ ". ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ": ﻫﻲ ﻟﻚ ﻛﻠﻬﺎ" ، ﻭﻓﺎﺭﻗﻪ .
ﻓﺄﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻳﺤﺮﺳﻬﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻓﻤﺮ ﺑﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻔﺮ، ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﺬﻫﺐ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻮﺍﺣﺪ " : ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﺎﺋﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ".
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻦ: " ﻧﻘﺘﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻭﻧﻘﺴﻢ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺑﻴﻨﻨﺎ؟ "
ﻗﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ ": ﻧﻌﻢ ".
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺐ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ: "ﺃﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺳﻤﺎً ﻓﺄﻗﺘﻠﻬﻤﺎ ﻭﺁﺧﺬ
ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺣﺪﻱ ". ﻓﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﻼﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻡ
ﺃﻛﻼﻩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺘﻼﻩ ﻓﻤﺎﺗﺎ ﻫﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻫﺐ .
ﻓﻤﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺻﺮﻋﻰ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻤﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻳﻴﻦ ": ﻫﻜﺬﺍ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺄﻫﻠﻬﺎ ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻫﺎ