السؤال
هل تجب على الزوجة القيام بخدمة زوجها وبيتها؟ أم الزوجة للمتعة
الزوح فقط وهل على الزوج توفير خادم أو خادمة، و ما الحكم الشرعي في واجبات
الزوجة تجاه زوجها وبيتها؟
الجواب
الحكم الشرعي في واجبات الزوجة
تجاه زوجها وبيتها، والعكس – أيضاً – بيّنة وواضحةٌ في القرآن والسنة لمن
تأملهما، ويصعب في مثل هذا الجواب الإلمام بها، ولكن أذكر لك إشارات تفتح
لك باب الجواب، وتفي بالمراد إن شاء الله. فمن ذلك: أن يعاشر كل منهما
الآخر بالمعروف، كما قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء:
من الآية19) وهذا الأصل من أعظم أصول الحياة الزوجية، ويدخل تحته أنواع
كثيرة لا تحصى من التعامل بين الزوجين، ولو راعاه الأزواج لاختلفت أكثر
المشاكل الزوجية التي تضج منها البيوت. ومما يدخل تحت هذه الآية ما سألت
عنه من قيام الزوجة بخدمة زوجها وبيتها، فإن هذا راجع للعرف، والعرف في
أكثر بلاد الإسلام – حسب علمي – على أن من أهم الأعمال التي تتولاها الزوجة
القيام بخدمة زوجها، وملاحظة أموره الخاصة التي تتعلق بلباسه، وإعداد
طعامه، ونحو ذلك. وبناءً على ذلك: فإن توفير الخادمة هنا مبني على العرف،
فإن كان عرف البلد أن الزوجة لا بد أن تؤتى بخادمة تعينها، والزوج يقدر على
ذلك وجب عليه القيام بذلك، وإلا فلا. أما خدمة الزوجة لأم زوجها، فهذا
فضلٌ ومن تمام الإحسان إلى الزوج، وليس بواجب عليها ذلك، ولكن إن قامت به
فهي على خير ومأجورة؛ لما في ذلك من إدخال السرور على الزوج، ولما له من
أثر على علاقة أبناء الزوجة – الذين هم أحفاد لأم الزوج – كما يرجى معه أن
يكون أولاد الزوجة لها من البارين المحسنين. أما فيما يخص واجبات المرأة –
فيما سوى ذلك – وعلاقتها بزوجها، ففي القرآن أيضاً إشارات .....، منها:
قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ
اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ
فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي
الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا
عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) (النساء:34).
ومنها: قوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ
وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة:
من الآية228)، فبينت هاتان الآيتان مكانة كل من الزوجين في بيتهما وحياتهما
الزوجية: فلكل منهما حقوق، وعليه حقوق، وللرجال عليهن درجة، وقد بيّنت آية
النساء سبب هذا التفضيل في قوله سبحانه: (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ
بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء:
من الآية34). وأوصيك بمراجعة تفسير ابن كثير لهذه الآية، ففيها ما يوضح
الآية توضيحاً طيباً. وفي السنة قرار النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً من
حقوق الزوجين في أعظم مجمع شهده الناس يومئذ، في خطبة حجة الوداع، تأكيداً
على عظم هذه الحقوق، فقال – كما في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه -:
«فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهم بأمان الله، واستحللتم فروجهن
بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك
فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن، وكسوتهن بالمعروف». وأما القول
بأن الزوجة لمتعة الزوج فقط، فهذا في الواقع قولٌ قاصر جداً، لا يقوله من
فقه مقاصد الشريعة العظيمة من الزواج، والصواب أن يقال: إن الاستمتاع
بالزوجة هو أحد آثار عقد الزوجية، وهو مقصود لأغراض كثيرة كتحصين الفرجن
وطلب الولد، وغيرها من المصالح العظيمة. وفقك الله وسددك.