- مَن يجالس الإنسان؟
قال النبي (ص): "لا تجلسوا عند كل داع مدع يدعوكم من اليقين إلى الشك ومن
الإخلاص إلى الرياء، ومن التواضع إلى الكبر، ومن النصيحة إلى العداوة ومن
الزهد إلى الرغبة. وتقربوا إلى عالم يدعوكم من الكبر إلى التواضع، ومن
الرياء إلى الإخلاص، ومن الشك إلى اليقين، ومن الرغبة إلى الزهد، ومن
العداوة إلى النصيحة. ولا يصلح لموعظة الخلق إلا من خاف هذه الآفات بصدقه،
وأشرف على عيوب الكلام، وعرف الصحيح من السقيم وعلل الخواطر وفتن النفس
والهوى" بحار الأنوار، العلامة المجلسي .
- كيف يكون صاحب الدين؟
عن جعفر بن محمد (ع) قال: (إن صاحب الدين فكر فعلته السكينة، واستكان
فتواضع، وقنع فاستغنى، ورضي بما أعطي، وانفرد فكفى الأحزان، ورفض الشهوات
فصار حرا، وخلع الدنيا فتحامى الشرور وطرح الحقد فظهرت المحبة، ولم يخف
الناس فلم يخفهم، ولم يذنب إليهم فسلم منهم، وسخط نفسه عن كل شيء ففاز
واستكمل الفضل، وأبصر العاقبة فآمن الندامة)
- كيف يهلك الإنسان؟
عن ابن مهزيار، قال: أخبرني ابن إسحاق الخراساني – صاحب كان لنا – قال: كان
أميرالمؤمنين (ع) يقول: لا ترتابوا فتشكوا، ولا تشكو فتكفروا ولا ترخصوا
لأنفسكم فتدهنوا، ولا تداهنوا في الحق فتخسروا، وإن من الحزم أن تتفقهوا،
ومن الفقه ان لا تغتروا، وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه، وإن أغشكم لنفسه
أعصاكم لربه، من يطع الله يأمن ويرشد، ومن يعصه يخب ويندم، واسألوا الله
اليقين، وارغبوا إليه في العافية، وخير ما دار في القلب اليقين، أيها الناس
إياكم والكذب، فإن كل راج طالب وكل خائف هارب)
- أقسام العلماء:
قال رسول الله (ص): "علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه الله علما فطلب به
وجه الله والدار الآخرة وبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتر به ثمنا
قليلا فذلك يستغفر له من في البحور، ودواب البحر والبر، والطير في جو
السماء ويقدم على الله سيدا شريفا، ورجل آتاه الله علما فبخل به على عباد
الله، وأخذ عليه طمعا، واشترى به ثمنا قليلا، فذلك يلجم يوم القيامة بلجام
من نار، وينادي ملك من الملائكة على رؤوس الأشهاد، هذا فلان بن فلان آتاه
الله علما في دار الدنيا فبخل به على عباده، حتى يفرغ من الحساب"
- هل من حق الإنسان أن يجلس في أيّ موقع يريد؟
عن عبدالعظيم الحسني، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى قال: قال علي بن الحسين
(رضى الله عنه): ليس لك أن تقعد مع من شئت لأن الله تبارك وتعالى يقول:
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ
حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ
الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ) (الأنعام/ 68) وليس لك أن تتكلم بما شئت لان الله عزّ وجلّ
قال: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ولأن رسول الله (ص) قال:
رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو صمت فسلم، وليس لك أن تسمع ما شئت لأن
الله عزّ وجلّ يقول: (إنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ
أُولئِكَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)