نقل الطفل الصغير لما يسمعه من أحاديث، وهو ما يطلق عليه الطفل «ريكوردر» ظاهرة لابد للأسرة من مواجهتها إذا ظهرت أعراضها على شخصيته، والاستعانة بطبيب نفسى إذا لزم الأمر.
دكتورة أسماء الجابرى، أستاذ علم نفس الطفولة بجامعة عين شمس تقول:
لابد من التفريق بين مرحلتين عمريتين يقوم الطفل فيهما بنقل الكلام.. الأولى ما قبل المدرسة وهنا لا يدرك الطفل أن ما يفعله خطأ، لذا وجب على الوالدين عدم التحدث بالمواضيع الحساسة أمامه، أما الثانية
فهى مرحلة الابتدائى وهنا يعلم الطفل جيداً مدى خطأه وعلى الأبوين فى هذه
الحالة العلاج والتقويم حتى لا تتحول لجزء من تكوينه ويصبح شخصاً بلا
أسرار.
ولهذه الظاهرة عدة علامات، حيث تظهر على الطفل
إذا أفشى سراً بعض العلامات التى يجب ملاحظتها مثل القلق، الخوف أو الشعور
بالذنب المتمثلين فى عدم الرغبة فى الكلام وتجنب النظر فى عين صاحب
السر.. والهروب بالنوم أو الطاعة الزائدة عن المعتاد.. وقد تتمثل فى أعراض
مرضية نفسية كإحساسه بالمغص، الصداع أو بعض آلام العظام.
أما أسباب نقل الطفل لما يسمعه من أحاديث، فهو
إما تحقيقا لمكاسب مادية من الطرف الآخر أو حتى معنوية كمحبته ورضائه عن
الطفل، أو بغرض الانتقام من صاحب السر فى حالة غضبه منه، أو الغيرة من
محبة الأبوين لطرف آخر كشقيقه مثلا، وقد يتسبب ضغط الكبار على الطفل فى
الإدلاء بتفاصيل معينة أن يكرسوا بداخلهم تلك العادة، كذلك يحاول الأطفال
لفت النظر وتحقيق الذات بالظهور أمام الناس بمظهر العليم بالأمور، أو
الرغبة فى التواصل مع من حوله.
ولوقاية الطفل من تلك العادة السيئة لابد من
تعليم الأبوين له أن للمنزل أسراراً وخصوصيات لا يجب إفشاؤها.. مع
الاستعانة بالقصص الخيالية التى تحض على كتمان السر.
وعدم ضغط أحد أفراد الأسرة كالأبوين أو الأجداد على الطفل وترغيبه أو ترهيبه لإفشاء أسرار الأطراف الأخرى.
ويتنوع علاج تلك الحالة بين العقاب النفسى إذا كانت متكررة، وذلك بعدم
الكلام أو التفاعل معه لفترة لإشعاره بالذنب، والحذر من معايرة الطفل أمام
المحيطين حتى لا يصاب بعقد نفسية.
ومن الجائز حرمانه أحيانا من معرفة تفاصيل الموضوعات العادية التى كان يجب
عليه معرفتها حتى يشعر بتبعات إفشائه للسر، وهو ما يعرف بتكلفة الاستجابة،
وتشجيعه إذا تعرض لاختبار أمانة واجتازه، ومكافأته وإشعاره أنه شخص مسؤول
وجدير بالثقة، ولا مانع من اللجوء لطبيب نفسى إذا زاد الأمر.