الكوليسترول مرض صامت والوقاية منه خير من العلاج
الكوليسترول من الأمراض الصامتة
لا يدرك المرء إصابته بها إلا إذا أجريت له فحوص طبية بسبب إعياء أصابه
ليفاجأ أنه مصاب به. واللافت أن هناك نسبة كبيرة جداً من الأشخاص في الشرق
الأوسط مصابون به.
ما هو الكوليسترول؟
الكوليسترول هو الشحم الموجود في
الدم، وينقسم إلى الكوليسترول الجيد والذي يعرف بالـ HDL الذي يحمي
الشرايين، وكلما كانت نسبته مرتفعة في الدم يحمي الشرايين ، والكوليسترول
السيئ ويعرف بال LDL وكلما كانت نسبته ضئيلة كان الأمر أفضل للشرايين.
ما هي أسباب ارتفاع الكوليسترول السيئ؟
أسباب الكوليسترول السيئ عديدة،
منها تناول الوجبات التي تحتوي على نسبة دهون مرتفعة مثل المقالي، الأجبان
الصفراء كالقشقوان والغرويار، والمناقيش سواء الزعتر أو الجبن. أما
الكوليسترول الجيد فليس هناك ما يزيد نسبته في الدم إلا رياضة المشي
والتمارين وبعض الأدوية.
ما هي أخطار الكوليسترول السيئ؟
إذا ارتفعت نسبة الكوليسترول
السيئ في الدم يتراكم في شرايين الجسم ويسدّها. وأهمها شرايين القلب
والدماغ والكليتين. وإذا سدت شرايين القلب تحدث جلطة أو ذبحة قلبية. فمن
المعروف أن القلب يتغذّى بالدم الذي تضخه الشرايين التاجية أو coronaire ،
وإذ سد أحد هذه الشرايين بسبب تراكم الدهون وارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ
يحصل تصلّب في الشرايين مما يؤدي إلى الذبحة القلبية. والأمر نفسه بالنسبة
إلى الدماغ وباقي شرايين الجسم.
لكن من الملاحظ أن هناك أشخاصاً مصابين بارتفاع الكوليسترول السيئ رغم أنهم رشيقو الجسم؟
ليس من الضروري أن يسبب الأكل
وحده هذا النوع من الكوليسترول، فقد يكون وراثياً أي أن هناك في العائلة
مصاباً به، وهذه الفئة من الناس في حاجة دائمة إلى تناول الأدوية الخاصة.
وهناك كثر ممن يعانون من الوزن الزائد وليسوا مصابين به.
فهناك عوامل خمسة تعرف طبياً
بالعوامل الخطرة على حياة الإنسان خصوص عند الأشخاص الذين تخطوا سن الخمسين
عند الرجل والخامسة والخمسين عند المرأة وهي:
1 السكري
2 الضغط
3 الدهون
4 التدخين
5 الوزن الزائد.
كل شخص يعاني هذه الأسباب الخمسة
مجتمعة يعتبر طبياً في حالة صحية حرجة. في حين هناك من هو مصاب بواحد أو
إثنين أو ثلاثة من العوامل. وأخطرها هو السكري، لأنه مرض صامت، فالشرايين
تتآكل من دون أن يشعر المصاب بذلك. كل هذه العوامل تسبب تصلّب الشرايين.
ودور الطبيب التخفيف من الآثار السلبية على صحة المصاب فهناك الأدوية
والعلاج الذي يساعد على ذلك، إضافة إلى أن المريض عليه أن يتبع نمط حياة
صحية، ويكون ذلك عن طريق الإلتزام بتعليمات الطبيب، وتغيير نمط حياته.
هناك الكثير من الأشخاص مصابون بال LDL رغم أنهم لا يعانون البدانة؟
صحيح ولكن البدانة هي عامل من
العوامل، فقد يكون الشخص نحيلاً ولكنه لا يمارس الرياضة على الإطلاق أو
يدخّن أو مصاب بضغط الدم …. نحن اليوم طبياً لا نفكر فقط بطريقة العلاج
وإنم بطرق الوقاية التي تجعل الإنسان يعيش حياة صحية من دون مشاكل. طبياً
لا نهتم بزيادة عمر المريض بقدر ما يهمنا أن يعيش الإنسان حياة مديدة وصحية
خالية من الأمراض.
ماذا تقول الدراسات الحديثة؟
ترى الدراسات الطبية الحديثة أن
أي شخص تخطى سن الخمسين سواء كان مصاباً بال LDL أو لا وإذا كان يعاني
عاملاً من العوامل الخمسة الآنف ذكرها، نصف له استعمال الستاتينس، خصوصاً
مريض السكري.
في أي سن على الشخص إجراء فحوص طبية سنوية؟
إذا كان في تاريخ العائلة شخص
مصاب بالسكري أو الكوليسترول عليه أن يبدأ في العشرين. أما إذا لم يكن
وراثياً فعليه أن يخضع للفحص الروتيني بعد الأربعين. وأشير هنا إلى أننا في
الشرق الأوسط نتناول وجبات غذائية مليئة بالدسم فنحن في لبنان مثلاً نرتكز
كثير على المقالي، فضلاً عن أن هناك فئة كبيرة خصوص بين المراهقين تتناول
الوجبات السريعة التي هي أيض مليئة بالدهون، واللافت أن 90 في المئة من
سكان الشرق الأوسط يعانون نسبة مرتفعة من الـ LDL
هل من الضروري أن يتناول المصاب بالكوليسترول الدواء مدى الحياة؟
حسب رد فعله، نعطيه الدواء كحماية
بعيار خفيف شرط أن يلتزم بنظام غذائي صحي ويمارس الرياضة. أذكر أن مريضاً
جاءني وكان LDL عنده 250 وهي نسبة عالية جداً. التزم بإرشاداتي وبعد ثمانية
أسابيع أعدنا إجراء الفحوص فانخفض ال LDL إلى 90
المشكلة هي في سعر الدواء وأنا أقول للمريض:” درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
ماذا نعني بتغيير نمط الحياة؟
يعني إذا كان المريض يدخن ننصحه
بتخفيف التدخين، وأن ينتبه إلى وجباته، ويمارس رياضة المشي 40 دقيقة
يومياً. كل هذا يساعد على التخلص من الكوليسترول السيئ وقد لا يحتاج المريض
إلى الدواء إذا التزم اتباع هذه الإرشادات. وهناك أدوية جيدة من عائلة
الستاتينس Statins ومنه أنواع يكون عياره بحسب نسبة ال LDL ودورها حماية
الشخص من الجلطات وتقوية الشرايين كي لا تنسد وتقشير طبقة الدهون التي
تتراكم داخل الشريان، ثم الأسبرين ليساعد على سيلان الدم إذا كان هناك
انسداد في الشرايين. وهذه من أهم أنواع الأدوية. ولكن هذا ل يعني أن لا
نقوم بالأمور الأخرى أي الرياضة، بل إن اعتماد نمط حياة صحي يخفف من
استعمال هذه الأدوية.
الستاتينس مهمة فهو يجنب الجلطات على أنواعها
ويخفف نسبة ال LDL ويساعد على تقوية HDL فضلاً عن أنه يقوي جدار الشريان،
كي لا ينكمش حجم الشريان ولا ينسد.
كيف يعرف الشخص أنه مصاب بالكوليسترول؟
لا يزور شخص الطبيب لأنه شعر بأنه
مصاب بالكوليسترول، فهو كما ذكرت مرض صامت. ولكنه يقصد الطبيب لأنه يشكو
من ألم ما، وبإجراء فحوص نكتشف أن نسبة كوليسترول LDL مرتفعة .
لذا أنصح دائما الناس بإجراء فحوص سنوياً سواء كانوا يشكون من ألم أو لا. فالسكري والكوليستيرول من الأمراض الصامتة.
وتوصلت
الأبحاث الطبية إلى اختراع دواء يعطى للأشخاص فوق الخمسين يساعد على
الوقاية من هذه الأمراض وإن لم يكن الشخص يعاني أي مرض، وتتكوّن من
الأسبيرين والستاتينس ودواء للضغط وهو من الأدوية الحديثة
لماذا تسبب الذبحة القلبية بموت الشاب في سن الأربعين بينما ينجو من هم فوق الخمسين؟
تتكوّن مع تقدّم السن شرايين
إضافية تعرف Arteres collaterales ، فإذا انسد شريان ما هناك شريان بديل
منه، بينما الشاب في سن الأربعين تكون الشرايين لديه شابة وتحتاج إلى وقت
حتى تظهر شرايين أخرى بديلة. لذا عندما يصاب الشاب بالذبحة لا يكون هناك
شرايين بديلة تخفف من خطر الموت، في حين أن الشخص الذي تعدى الخمسين فإن
تكوّن الشرايين البديلة لديه يخفف من احتمال الموت لأنها تقوم بدور الشريان
المتصلب.
هل صحيح أن زيت الزيتون يساعد على ارتفاع HDL ؟
صحيح ويصبح مضر إذا تعرض لدرجة
حرارة مرتفعة أي القلي لأنه يتحول إلى نوع من الدهون الخطرة جداً. في
العادة كنا نقول إن نسبة ال LDL لا يجوز أن تزيد عن 130 عند الشخص العادي
ومن ثم بيّنت الأبحاث أنه لا يجوز أن تتعدى ال 100 بينما عند مريض السكري
لا يجوز إطلاقاً أن تتعدّى الـ 70 ، لذا يضطر الطبيب لعلاجه بالستاتينس.
حوار ديانا حدّارة مع د. شادي شار
المصدر : مجلة له