تعتبر قرحة المعدة والإثني عشر من أمراض الجهاز الهضمي الأكثر انتشارا في
العالم العربي. وتحدث قرحة المعدة والإثني عشر نتيجة لزيادة إفراز حمض
الهيدروكلوريك، وهو من ضمن أحماض العصارة الهضمية التي يفرزها الجسم بصورة
طبيعية مما يسبب تآكل الجدار الداخلي المخاطي المبطن للمعدة أو الاثني عشر.
وكذلك يؤدي الإكثار من تناول الأطعمة الحريفة والإفراط في التدخين مع عدم
التوازن الغذائي وتناول الألياف الطبيعية الموجودة في الفاكهة والخضراوات
إلى زيادة فرصة الإصابة بقرحة المعدة، علاوة على أنه توجد أسباب وراثية قد
تزيد من فرصة الإصابة بالمرض. ومن الأسباب الأخرى للقرحة تناول مسكنات
الألم بكثرة وكذلك بعض أدوية التهاب المفاصل، إضافة إلى الضغوط العصبية.
وتسبب قرحة المعدة والإثنى عشر ألماً حارقاً أو إحساسا بالتآكل تختلف
درجته من مريض إلى آخر حسب حدة الالتهاب. ويزداد هذا الألم مع خلو المعدة
من الطعام لذلك لابد أن يستشير مريض القرحة الطبيب لكي يقرر إن كان يستطيع
الصوم أم لا. وذلك لأن الصوم والانقطاع عن تناول الطعام لساعات طويلة قد
يشكل خطورة على المريض بسبب زيادة إفراز الحامض المعدي، وكذلك حتى لا يتعرض
لحدوث انتكاس مفاجئ. وغالبا ما ينصح مريض القرحة الحادة المزمنة بالإفطار
لتجنب تفاقم المرض وحدوث مضاعفات مثل النزيف لا قدر الله.
وهناك
من المرضى من يصاب بالقرحة بسبب العادات الغذائية غير الصحية، وتكون
الإصابة غير حادة. وينصح هذا المريض باستشارة الطبيب لتحديد وقت تناول
الأدوية التي توقف أو تقلل من إفراز الحامض، والنظام الغذائي الذي لابد من
الالتزام به طوال شهر رمضان.
وعلى رأس قائمة النقاط الهامة في
النظام الغذائي، التوقف عن التدخين تماما وعدم تناول المشروبات الغازية
والمشروبات المنبهة كالقهوة والشاي. مع تجنب تناول الأطعمة الحارة
والمحتوية على التوابل تماماً مع شرب كميات كبيرة من الماء في الفترة التي
بين الإفطار والسحور.