:
الحياة عزيزة وجميلة وإن لم
تكن كذلك أثقلتنا همومها وانتهينا بمجرد أول عثرة أو كارثة نواجهها في
حياتنا وما أكثرها العثرات , فالمتفائل في الحياة يراها جميلة ويتمتع
بجمالها والخط الأسود يراه أبيضاً لأنه يؤمن بأنه سيتغير ويصبح أبيض وهذا
هو الفرق بين متشائم لا يرى من الحياة غير سوادها وصعوباتها وعثراتها
وسيئاتها فمتى حلّت مصيبة أو فاجعة بعالمه أو محيطه القريب وحتى البعيد إلا
وشعر بأن الحياة لا تساوي شيئاً ويفضّل نهايتها بينما المتفائل يصطدم مع
الفاجعة ويتأثر بها ويتعامل معها على أنها تكون كبيرة في بدايتها وتصغر حتى
تتلاشى ويشعر أن الحياة بتجددٍ دائم ولا تسير وفق منظور واحد مع أحد من
الناس , أي دائمة البياض أو دائمة السواد ....
إذا كنا جديرين بالحياة ونشعر
بحلاوتها علينا أن نعيشها بحلاوتها ومرارتها طالما نحن نعيش على هذه
البسيطة ونحن جزئاً من الخلائق التي خلقها الله عز وجل , نتأثر بالحالات
السارة فرحاً وبالحالات التي تبعث بالحزن حزناً وكآبة وبمقدار وعينا
وإدراكنا نتعايش مع الواقع والحدث ....
هذه الحياة التي أقول عنها جميلة
هي فعلاً جميلة بكثرة تلون خيوطها وكل منها يؤدي إلى اتجاه معين وغاية ما ,
ولو فكرنا بها بتأمل لأدركنا عظمة الخالق وضرورة هذه الألوان وتنوعها
اجتماعياً , لذلك لا بأس إن بكينا مراراً وضحكنا مراراً أخرى وحسب ألوان
حياتنا ......
الحياة جميلة بمعانيها .. جميلة
بمتناقضاتها , فلنعشها بتفاؤل لنتمتع بحلاوتها ولا أحد يتوقع بأنه ليس
بحياتي هموم أو حسرات أو آهات وربما لو كانت مع غيري لاعتبر نفسه من أشقى
الناس ولا بد من التعايش مع هذا الواقع بكل صوره , فلا أحد سعيد بالمطلق
ولا العكس أيضاً , فلنبحث عن الصفحة البيضاء بحياتنا لنعزز الابتسامة
لتعطينا الأمل والتفاؤل بالحياة وشكراً .
************ البسيط